"عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: أن عليّا غسل النبى ﷺ والعباسُ يصبُّ الماءَ، وأسامة وشقران يحفظان الباب: فلما فرغوا قال العباس: مَحْزَنَةٌ على رسول الله ﷺ : لا أدفنُ رسول الله ﷺ في التراب، ولكن أعدُّ له صندوقًا وأجعله في بيتى، فإذا كَرَبنى أَمْرٌ نَظَرْتُ إِلَيْهِ. فقال علىٌّ للعباس: يَا عَمِّى ما رَأَيْتَ رَسُولَ الله ﷺ يَدْفِنُ أَولاده؟ ثم تلا هذه الآية {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا
نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (*) ثم تلا: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} (* *) فبينما هم كذلك إذ هتف بهم هاتف من ناحية البيت. فقال: السلام عليكم أهل البيت، كلُّ نَفْسٍ ذائقةُ الموت، وإِنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب. فقال على لِلْعَبَّاسِ: اصبر يا عمَّ رَسُول الله فقد ترى ما وعد الله على لسان نبيه، فقال العباسُ: يا علىُّ إنى سمعت رَسُول الله ﷺ يقولُ: تكونُ قبورُ الأنبياء في موضع فُرشهم. قال: فكفَّنوه في قميصين أحدهما أرقُّ من الآخر وصلَّى عليه العباسُ وعلىٌّ صفّا واحدًا، وكبَّر عليه العباسُ خمسًا ودفنوه".