"عَنْ زَافِرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبَابِ يَوْمَ الشُّورَى، فَارْتَفَعَتِ الأصْوَاتُ بَيْنَهُمْ فَسَمِعْتُ عَلِيّا يَقُولُ: بَايَعَ النَّاسُ لأَبِى بَكْرٍ، وَأَنَا وَاللهِ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْه وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ (ثُمَّ بَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ وَأَنا وَاللهِ أَوْلَى بالأَمْرِ مِنْه وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رقابَ بَعْضٍ بِالْسَّيْفِ)، ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُبَايِعُوا عُثْمَانَ إِذَنْ؛ أَسْمَعُ وَأُطِيعُ، إِنَّ
عُمَرَ جَعَلَنِى فِى خَمْسَةِ نَفَرٍ أَنَا سَادِسُهُمْ لَا يُعْرَفُ لِى فَضْلٌ عَلَيْهِمْ فِى الصَّلَاحِ، وَلَا يَعْرِفُونَهُ لِى، كُلُّنَا فِيهِ شَرْعٌ سَوَاءٌ، وَايْمُ الله لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ثُمَّ لَا يَسْتَطِيعُ عربِيُّهُم وَلَا عَجَمِيُّهُمْ وَلَا الْمُعَاهَدُ مِنْهُمْ وَلَا الْمُشْرِكُ رَدَّ خَصْلَةٍ مِنْهَا لَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُّكُمْ بِاللهِ أَيُّهَا النَّفَرُ جَمِيعًا أَفِيكُمْ أَحَدٌ آخَى رَسُولَ الله ﷺ غَيْرِى؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُّكُمْ باللهِ أَيُّهَا النَّفَرُ جَمِيعًا أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ عَمٌّ مِثْلُ عَمِّى حَمْزَةَ: أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَسَيِّدُ الشُّهَدَاء؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: "أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِى جَعْفَرٍ ذِى الْجَنَاحَيْنِ، الْمُوَشَّى بِالْجَوْهَرِ يَطِيرُ بِهِمَا فِى الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ سِبْطَىَّ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سيِّدَىْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ زَوْجَتِى فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَقْتَلَ لِمُشْرِكِى قريش عِنْدَ كُلِّ شَدِيدَةٍ تَنْزِلُ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ مِنِّى؟ قَالُوا: اللُّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَعْظَمَ غِنًى عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ حِينَ اضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِهِ وَوَقَيْتُهُ بنَفْسِى، وَبَذَلْتُ مهجةً لَهُ سَخّة دَمِى؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أحَدٌ كَانَ يَأخُذُ الْخُمُسَ غَيْرِى وَغَيْرُ فَاطِمَةَ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَفِيكُمْ أَحدٌ كَانَ لَهُ سَهْمٌ فِى الْحَاضِرِ وَسَهْمٌ فِى الْغَائِبِ غَيْرِى؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أَكَانَ أَحَدٌ مُطَهَّرًا فِى كِتَابِ اللهِ غَيْرِى حِينَ سَدَّ النَّبِىُّ ﷺ أَبْوَابَ الْمُهَاجِرِينَ وَفَتَحَ بَابِى؟ فَقَامَ