"اطْلبُوا الخَيْر دَهْرَكم، واهرُبُوا مِنَ النَّارِ جَهْدَكُمْ، فإِن الجنَّةَ لا يَنَامُ طالبُها، وإنَّ النَّارَ لا ينامُ هاربُها، وإن الآخِرةَ مُحَفَّفَةٌ بالمكارِهِ، وإنَّ الدُّنيا محفَّفَةٌ باللذَّاتِ والشهَوات، فلا تُلْهِيَنَّكُمْ شهواتُ الدنيا ولذَّاتُها عَنِ الآخرِةَ، إنهُ لا دُنْيا لمن لا آخِرَة لَهُ، ولا آخِرةَ لمنْ لَا دُنيا له؛ إنَّ الله قدْ أبْلغَ في الْمعذِرَةِ، وبلَّغَ الموعِظَةَ، إنَّ الله قدْ أحلَّ كثيرًا طَيِّبًا فيه سَعةٌ، وحرَّمَ خبيثًا، فاجْتنِبُوا ما حرَّم الله عليكُمْ، وأطيعُوا الله ﷻ فإِنَّه لَنْ يُحِلَّ الله شيئًا
حرَّمَهُ، ولَنْ يُحرِّمَ شيئًا أَحَلّه، وإنَّه مَن تركَ الحرامَ، وأحلَّ الحلال أطاعَ الرَّحْمنَ، واستْمْسَكَ بالعُرْوةِ الوُثقى لَا انْفصامَ لها، واجْتَمعتْ له الدُّنيا والآخرةُ، هذا لمِنْ أطاعَ الله ﷻ".