"عَنْ عبد الرحمنِ بنِ أَبى لَيْلَى قَالَ: رأى عوفُ بنُ مالكٍ كَأَن دُلِّى سَبَبًا (*) من السماءِ فأخذَ به رسولُ اللَّهِ ﷺ فانْتَشَطَ، ثم دُلى فأخذَ بِهِ أبو بكرٍ فانتشطَ، ثم ذُرعَ النَّاسُ فَفَضلَهُم عمرُ بثلاثةِ أذرعٍ، فقصَّها عوفٌ على أَبى بكرٍ، فلما بلغَ هذا المكانَ قالَ لهُ عمرُ: دعْنَا من رُؤْيَاكَ، فسكتَ عوفٌ، فلما اسْتُخْلِفَ عمرُ قالَ لعوفٍ: بَقِيَتْ رؤيَاكَ! قَالَ: أليسَ أنتَ انْتَهَرْتَنِى فأسْكَتَّنِى؟ قَالَ: إنِّى كرهتُ أن تنعَى إِلَى الرجُلِ نَفسَهُ، هاتِ رؤياكَ من أَوَّلِهَا، حَتَّى بلغَ: وَذُرعَ النَّاسُ ففضلَهُم عمر بثلاثةِ أذرعٍ فقلتُ: فَفِيمَ فَضَلَهُمْ عُمر بثلاثةِ أذرعٍ؟ فقيلَ لَهُ: إنه خليفةٌ، وإنهُ شهيدٌ، وإنهُ لا يخافُ في اللَّهِ لومةَ لائمٍ، ثم قال عمرُ: أما الخِلَافَةُ فإن اللَّه ﷻ يقول: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِى الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (* *)، فقد استخلفهَا عمرُ فانظرْ كيفَ يعملُ،
وأما الشهادةُ فكيفَ لِى بِهَا وَحَوْلِى العربُ؟ وإنَّ اللَّه لقادرٌ على أَنْ يَسُوقَهَا إلى، وأمَّا أَنْ لَا أكونَ أخافُ في اللَّهِ لومةَ لائمٍ فما شاءَ اللَّهُ".