"عن سيفِ بنِ عُمَر، عن الربيعِ وَأبى المجَالَدِ وأبِى عُثمانَ وَأبِى حَارِثَة قالوا: كتَبَ أَبو عُبَيْدَة إلَى عُمَر أنَّ نَفرًا من المسلمينِ أصَابُوا الشَّرابَ منهم ضِرارٌ، وأَبو جَنْدلٍ، فَسأَلْنَاهُم فَتَأوَّلوا وقَالُوا: خُيِّرْنَا فَاخْترْنَا، قَال: فهل أنتم منتهون؟ ! ولم يعزم، فكتب إليه عمر: فذلك بيننا وبينهم فهل أنتم منتهون -يعنى فانتهوا- وجَمَع النَّاسَ فاجْتَمعوا عَلَى أَن يُضْرَبُوا فيها ثَمانينَ جَلْدَةً ويُضمنوا النَّفسَ، وَمَن تَأَوَّلَ عَلَيْها بمثلِ هَذَا فإنْ أَبى قُتِلَ، وَقَالوا: مَنْ تَأوَّلَ عَلى مَا فَسَّر رسُول اللَّه ﷺ يزجر بالفعلِ والقَتْل، (فكتب عمر إلى أَبى عبيدة أن ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم) فإن زعموا أنها
حرام فاجلدوهم ثمانين، فبَعَثَ إليهم فَسَألَهم على رُءوسِ الأَشْهِاد، فَقَالُوا: حَرَامٌ، فَجَلَدهم ثَمانين، حُدَّ القومُ وَندموا عَلى لَجاجَتِهم، وقَالَ: لَيَحْدثَنَّ فيكم يا أَهْل الشَّامِ حادِثٌ، فحدثت الرمادة".