"عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحصنٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ للِنَّاسِ نَفْرَةً (*) مِنْ سُلْطَانِهِمْ، فَأَعُوذُ بِاللَّه أَنْ تُدْرِكَنِى وَإِيَّاكَ؛ فأَقِم الْحُدُودَ وَ (لَوْ) (* *) فِى سَاعَة مِنَ النَّهار، وإِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا للَّهِ وَالآخَرُ للدُّنْيَا فَآثِرْ نَصِيبَكَ مِنَ اللَّهِ، فَإِنَّ الدُّنْيا تنفَدُ، والآخِرَةَ تَبْقَى، وَأَخِفِ الفُسَّاقَ وَاجْعَلهُمَ يَدًا يَدًا وَرِجْلًا رِجْلًا، عُدْ مَرِيضَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْضُرْ جنَائزَهُم، وافْتَح بَابَكَ، وَبَاشِرْ أُمُورَهُمْ بِنَفْسكَ، فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنْهُم، غَيْرَ أَنَّ اللَّه جَعَلَكَ أَثْقَلَهمْ حمْلًا، وَقَدْ بَلَغَنِى أَنَّهُ نَشَأَلَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ هيْئَةٌ في لِبَاسِكَ وَمَطْعَمِكَ وَمَرْكَبِكَ، لَيْسَ لْلِمُسْلَمِينَ مثْلُهَا، فَإِيَّاكَ يَا عَبْدَ اللَّه أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ البَهِيمَةِ مَرَّتْ بِوَادٍ خِصْبٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا هَمٌّ إِلَّا التَّسَمُّنَ وَإنَّمَا حَتْفُها في السِّمَنِ، وَاعْلَمْ أَنَّ العَامِلَ إِذَا زَاغَ زَاغَتْ رَعِيَّتُهُ، وَأَشْقى النَّاسِ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رعِيُّتُهُ".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.