"عَنْ أنس أنَّ نَاسًا لَقُوا عَبْدَ اللَّه بْنَ عمر بمصر فَقَالُوا: نَرَى أَشْيَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّه وأَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ بِهَا لَا يُعْمَلُ بِهَا، (فَأَرَدْنَا أَنْ نَلْقَى أَمِيرَ المُؤْمنينَ فِى ذَلِكَ، فَقَدِمَ
وقَدِمُوا مَعَهُ، فَلَقِى عُمَرَ، فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ، إِنَّ نَاسًا لَقُونِى بِمِصْرَ فَقَالُوا: إِنَّا نَرَى أَشْيَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّه، أَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ بِهَا لَا يُعْمَلُ بِهَا) (*) فَأحَبّوا أَنْ يَلْقَوْك فِى ذَلِكَ، فَقَالَ: اجْمَعْهُمْ (لِى) (*) فَجَمَعَهُمْ لَهُ، فَأَخَذَ أَدْنَاهُم رَجُلًا، فَقَال: أَنْشُدُكَ بِاللَّه وَبِحَقِّ الإِسْلام عَلَيْكَ أَقَرَأت القُرْآنَ كُلَّهُ؟ قَال: نَعَمْ، قَال: فَهَلْ أَحْصَيتَهُ فِى نَفْسِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ أَحْصَيتَهُ فِى بَصَرِكَ؟ (قَالَ: لَا، قَالَ) (*) هَلْ أَحْصَيتَهُ فِى لَفْظِكَ؟ هَلْ أَحْصَيتَهُ فِى أَثَركَ؟ ثُمَّ تَتَبَّعَهُمْ حَتَّى أتَى عَلَى آخِرِهمْ، قَالَ: فَثَكِلَتْ عُمَرَ أمُّهُ، أتُكَلِّفُونَهُ (* *) أَنْ يُقِيمَ النَّاسَ عَلَى كِتَابِ اللَّه، قَدْ عَلِمَ رَبُّنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ لَنَا سيِّئَات، وَتَلَا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} هَلْ عَلِمَ أَهْلُ المَدِينَةِ فِيمَا قَدِمْتُمْ؟ قَالُوا: لَا (قال) (*) لو عَلِموا لَوَعْظتكم (* * *) ".