"خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ فَابْتَعْتُ لَهُ حُلَّةَ ذى يَزَنَ فَأَهْدَيْتُهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ في الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّة مُشْرِكٍ، فَرَدَهَا، فَبْعُتَها فَاشْتَرَاهَا فَلَبِسَهَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابه وَهِىَ عَلَيْه، فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا في شَئٍ أَحْسَنَ مِنْهُ فِيهَا ﷺ فَمَا مَكَثْتُ أَنْ قُلتُ:
مَا ينْظُرُ الْحُكَّام بِالْفَضْلِ بَعْدَمَا ... بَدَا وَاضِحٌ مِنْ ذِى غَرَّةٍ وَحُجُولِ
إِذَا قَايَسُوهُ الْمَجْدَ أَرْبَى عَلَيْهِمُ ... بمَستفرغ مَاء الذِّنَابِ سَجِيلِ
فَسَمِعها رَسُولُ الله ﷺ فَالْتَفَتَ إِلَىَّ يَبْتَسِمُ، ثُمَّ دَخَلَ وَكَسَاهَا أُسَامَةَ بْنَ زِيْدٍ".