"كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا سُئلَ شَيْئًا فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ قَالَ: نَعَمْ، وَإذَا أَرَادَ أَن لاَ يَفْعَلَهُ سَكَتَ. وَكَانَ لاَ يَقُولُ لِشَىْءٍ: لاَ. فَأَتَاهُ أَعْرَابِىٌّ فَسَألَهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ ﷺ كَهِيْئَةِ الْمُنتَهِرِ: سَلْ مَا شئْتَ يَا أَعْرَابِىُّ. فَغبَطْناهُ فقُلنَا: الآنَ يَسْأَلُ الْجَنَّةَ، فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ: أَسْأَلُكَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ النَّبِىُّ ﷺ : لَكَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَسْألُكَ زَادًا، قَالَ: لَكَ ذَلِكَ. فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ كَمْ بَيْنَ مَسْألَةِ الأَعْرَابِىِّ وَعَجُوزِ بَنى إِسْرَائِيلَ؟ ثمَّ قَالَ: إِنَّ مُوسَى لَمَّا أُمِرَ أَنْ يَنْظُرَ الْبَحْرَ فَانْتَهَى إِلَيْهِ، فَصُرِفَتْ وجُوهُ الدَّوَابَ فَرَجَعَتْ، فَقَالَ مُوسَى: مَا لِى يَا رِبِّ؟ ! قَالَ لَهُ: إِنَّكَ عِنْدَ قَبْرِ يُوسُفَ فَاحْتَمِلْ عِظَامَهُ مَعَكَ، وَقَدِ اسْتَوَى الْقَبْرُ بِالأرْضِ، فَجَعَلَ مُوسَى لاَ يَدْرِى أيْنَ هُوَ، قَالُوا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ فَعَجُوزُ بَنِى إِسْرَائِيلَ، لَعَلَّهَا تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ، فأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمِينَ أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدُلِّيني عَلَيْه، قَالَتْ: لاَ، وَاللهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: ذَاكِ لَكِ، قَالَتْ: فَإِنِّى أَسْأَلُكَ أَنْ أَكوَنَ مَعَكَ في الدَّرَجَةِ الَّتِى تَكُونُ فِيهَا في الْجنَّةِ، قَالَ: سَلِىْ الْجَنَّةَ، قَالَتْ: لاَ، وَاللهِ إِلَّا أَنْ أَكَوُنَ مَعَكَ، فَجَعَلَ مُوسَى يُرَدِّدُهَا، فَأَوْحَى الله أَنْ أَعْطِهَا ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْقُصَكَ شَيْئًا، فَأَعْطَاهَا، وَدَلَّتْهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَأَخرَجَ الْعِظَامَ وَجَاوَزَ الْبَحْرَ".
31.06. Actions > ʿAlī b. Abū Ṭālib (14/59)
٣١.٠٦۔ الأفعال > مسند على بن أبى طالب ص ١٤
"عن على قَالَ: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ".
"عن سلامة الكندى قَالَ: كان عَلِىٌّ يُعَلِّمُ النَّاسَ الصَّلاة عَلَى نَبِىِّ اللهِ ﷺ يَقُولُ: الَّلهُمَّ دَاحِىَ الْمَدْحُوَّاتِ، وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ، وَجَبَّارَ أَهْلِ الْقُلُوبِ عَلَى فِطرَاتهَا، شَقِيِّها وَسَعِيدِهَا، اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتكَ، وَنَوَامِىَ بَرَكَاتكَ وَرَأفَةَ تَحيَّتكَ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكِ وَرَسُولِكَ، الْخَاتِم لِمَا سَبَقَ، وَالفَاتِح لِمَا أُغْلِقَ، وَالْمُعِينِ عَلَى الْحِقِّ بِالْحَقِّ، وَالْوَاضِعِ جَيشَاتِ الأبَاطِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَأَطَاعَ بِأَمْرِكَ لِطَاعَتكَ مُسْتَوفِرًا في مَرْضَاتِكَ، غَيْرَ نَكِلٍ عَنْ قَدَمٍ، وَلاَ وَهِنٍ في عَزْمٍ، وَاعِيًا لِوَحْيِكَ، حَافِظًا لِعَهْدِكَ، مَاضِيًا عَلَى نَفَاذِ أمْرِكَ، حَتَّى أَوْرَى قَبَسًا لِقَابِسٍ، بِهِ هُدِيَتِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ وَالإِثْم بمُوَضِّحَاتِ الأعْلاَمِ، وَمَسَرَّاتِ الإسْلامِ، وَنَائِرَاتِ الأحكام، فَهُوَ أَمينُكَ الْمأمُونُ، وَخَازِنُ عَلمِكَ الْمَخْزُونِ، وَشَهِيدُ يَوْمِ الدِّينِ وبَعِيثُكَ نعْمَة، وَرَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً، اللَّهُمَّ أَفْسَحْ لَهُ مَفْسَحًا في عَدْلِكَ، وَاجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ، مَهْنِيَّاتٍ غَيْرَ مُكَدّرَاتٍ، مِنْ نُورِ ثَوابِكَ الْمَعْلُومِ وَجَزِيلِ عَطَائكَ الْمَخْزُونِ، اللهُمَّ أَعْل عَلَى النَّاسِ بناهُ، وَأَكْرمْ مَثْوَاهُ لَدَيْكَ وَنُزُلَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ، مَرْضِى الْمَقَالَةِ، ذَا مَنْطِقٍ عَدْلٍ، وَكَلاَمٍ فَضْلٍ، وَحُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ".
"كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَدْعُو يَقُولُ: الَّلهُمَّ مَتَعْنِى بسَمْعِى وبَصَرِى حَتَّى تَجْعَلَهُمَا الْوارِثَ مِنِّى، وَعَافِنِى في دينِى عَلَى مَا أَحْيَيْتَنِى، وَانْصُرْنِى عَلَى مَنْ ظَلَمَنِى حَتَّى تُرِيَنِى مِنْهُ ثَأرِى، الَّلهُمَّ إِنِّى أَسْلَمْتُ دِينِى إِلَيْكَ، وَخَلَّيْتُ وَجْهِى إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهْرِى إِلَيْكَ، لاَ مَلْجأ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِى أَرْسَلتَ، وَبِكِتَابِكَ الَّذِى أَنْزَلْتَ".
"عن الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ لِى عَلِىٌّ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ دُعَاءً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: الَّلهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلبِى لِذِكْرِكَ، وَارْزُقْنِى طَاعَتَكَ وَطَاعَةَ رَسُولِكَ، وَعَملًا بِكِتَابِكَ".
"عن على قال: لَدَغَتِ النَّبِىَّ ﷺ عَقْرَب وَهُوَ يصلى، فَلمَّا فَرغَ قَالَ: لَعَنَ الله الْعَقْرَبَ لاَ تَدعُ مُصَلِّيًا وَلاَ غَيْرَهُ إِلَّا لَدَغَتْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلح وَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا وَيَقُولُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ".
"عن على بن الأقمر، عن أبيه قالَ: رَأَيْتُ علِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ يَعْرِضُ سَيْفًا لَهُ في رَحْبَةِ الْكُوفَةِ وَيَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِى مِنِّى سَيْفِى هَذَا؟ فَوَاللهِ لَقَدْ جَلَوْتُ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَلَوْ أنَّ عِنْدِى ثَمَنَ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ".
"عن على قالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بْنَ عَمِّ! شَقَّ عَلَىَّ الْعَمَلُ وَالرَّحَى فَكَلِّمْ رَسُولَ الله ﷺ قُلتُ لَهَا: نَعَمْ، فَأتَاهُمَا النَّبِىُّ ﷺ مِنَ الْغَدِ وَهُمَا نَائِمَانِ في لِحَافٍ وَاحِدٍ، فَأَدْخَلَ رِجْلَهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا نَبِىَّ اللهِ شَقَّ عَلَىَّ الْعَمَلُ، فَإِنْ أَمَرْتَ لِى بِخَادِمٍ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ ذَلِكَ؟ تُسبِّحِينَ ثَلاثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدِى ثَلاثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرِى أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَذَلِكِ مِائَةٌ بِالِّلسَانِ، وَأَلْفٌ في الْمِيزَانِ، وَذلكَ بِأَنَّ الله يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ".
"عن سعيد بن المسيَّب قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ لعُثْمَانَ: اشْتَرَيْت ضَيْعَةَ آلِ فُلاَنٍ ولوقف رسول اللهِ ﷺ في مَائِهَا حق حَتَّى أما إِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَن لَّا يَشْتَريِهَا غَيْرُكَ".
"عن علِىٍّ قَالَ: بِكُمْ تُحَلُّ نَعْلُ النَّبِىِّ ﷺ فَوَيْلٌ لَهُمْ منْكُمْ، وَوَيْل لَكُمْ مِنْهُمْ".
"عن عليٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : يَا علىُّ! إِنَّهَا سَتَكُونُ فتَنٌ وَسَيُحَاجُّ قَوْمُكَ. قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: لِمَا تَأمُرُنِى؟ قَالَ: اتَّبِعِ الْكتَابَ، أَوْ قَالَ: احكمْ بِالْكِتَابِ".
"عن عِلىٍّ قال: أُمِرْتُ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطينَ، وَالْمَارِقِينَ".
"عن على قال: أُمِرْتُ بِقِتَالِ ثَلاَثَةٍ: الْقَاسطينَ، وَالنَّاكِثِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَأمَّا الْقَاسِطُونَ فَأَهْلُ الشَّامِ، وَأمَّا النَّاكثُونَ فَذَكَرَهُمْ، وَأَمَّا الْمَارِقُونَ فَأَهْلُ النَّهْرَوَانِ - يعنى الْحَرُورِيَّةَ".
===
والحديث في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر، في باب: (موقعة الجمل) ج 4 ص 297 رقم 4462 قال: على بن ربيعة: سمعت عليًّا يقول على منبركم هذا: عهد إلىَّ النبي ﷺ أن أقاتل الناكثين والقاسطين، والمارقين. ثم أورده في ج 4 ص 297 رقم 4463 بلفظ: عمار بن ياسر يقول: أمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين. وعزاه لأبى يعلى.
قال المحقق: (الناكثين): الذين نكثوا البيعة. و (القاسطين): الجائرين. و (المارقين): الخوارج.
والحديث في مسند أبى يعلى الموصلي (مسند على بن أبى طالب - ؓ -) ج 1 ص 397 رقم قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا الربيع بن سهل، عن سعد بن عبيد، عن على بن ربيعة قال: سمعت عليّا على منبركم هذا يقول: عهد إلىَّ النبي ﷺ أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين.
قال محققه: إسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل، وقد تكلمنا عنه. وأورده العقيلى من رواية عبد الله بن موسى، عن الربيع بن سهل بهذا الإسناد، وقال: الرواية في هذا عن على لينة إلا قتاله الحرورية فإنه صحيح.
والحديث في الضعفاء الكبير للعقيلى، ج 2 ص 51 في ترجمة (ربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزارى) كوفى قال: حدثنى آدم بن موسى قال: سمعت البخارى قال: ربيع بن سهل بن الربيع بن عميلة الفزارى، عن سعيد بن عبيد، قال البخارى: يخالف في حديثه.
حدثنا محمَّد بن عيسى قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: الربيع بن سهل الفزارى كان كاهنا، وقد سمعت أنا منه، وليس بشيء وينبغى أن يكون من آل الركين بن الربيع. ومن حديثه ما حدثناه أحمد بن داود القومسى قال: حدثنا إسماعيل بن موسى قال: حدثنا الربيع بن سهل الفزارى، عن سعيد بن عبيد عن على بن أبى ربيعة الوالبى قال: سمعت عليّا على منبركم هذا يقول: "عهد إلىَّ النبي ﷺ أنى مقاتل بعده القاسطين، والناكثين، والمارقين".
قال: الأسانيد في هذا الحديث عن على لينة الطرق، والراوية عنه في الحرورية صحيحة.
قال محققه: في صحيح البخارى ج 8/ ص 8 كتاب (استتابة المرتدين) باب: قتل الخوارج. والفتح (ج 12/ ص 282) ومسلم في (12) كتاب الزكاة (48) باب: التحريض على قتل الخوارج، ح 156 (ج 2/ ص 748) وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (ج 3/ ص 33).
"نَهانِى النَّبِىُّ ﷺ أَنْ أَشْرَبَ في إِنَاءٍ منْ فضَّةٍ".
"عن على: أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: إِنَّ الْجَنَّةَ اشْتَاقَتْ إِلَى أرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِى، فَأَمَرَنى ربِّى أَنْ أُحِبَّهُمْ؛ فَانْتَدَبَ صُهَيْبٌ الرُّومِىُّ، وَبِلاَلُ بْنُ رَبَاحٍ،
وَطَلحَةُ، وَالزُّبيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! مَنْ هَؤُلاَءِ الأرْبَعَةُ حَتَّى نُحِبَّهُمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : يَا عَمَّارُ! عَرَّفَكَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ الأرْبَعَةُ فَأَحَدُهُمْ عَلِىُّ بْنُ أبِى طَالِبٍ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ الْكِنْدِىُّ، وَالثَّالثُ سَلمَانُ الْفَارِسِىُّ، وَالرَّابِعُ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِىُّ".
"عن عمير بن سعد: أَنَّ عَلِيّا جَمَعَ النَّاسَ في الرَّحْبَةِ وَأَنَا شَاهِدٌ فَقَالَ: أَنْشُدُ الله رَجُلًا سَمِعَ رسولَ الله ﷺ يقولُ: مَنْ كُنتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ. فَقَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ ذَلِكَ".
"قَالَ لِى رَسُولُ الله ﷺ ألاَ تَرْضَى يَا عَلِىُّ إِذَا جَمَعَ اللهُ النَّاسَ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً قَدْ قَطَعَ أَعْنَاقَهُمْ الْعَطَشُ، فَكَانَ أوَّلَ مَنْ يُدْعَى إِبْرَاهِيمُ فَيُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَبيَضيْنِ، ثُمَّ يَقُومُ عَنْ يَمِين الْعَرْشِ، ثُمَّ يُفْجَرُ لى شِعْبٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى حَوْضِى، وَحَوْضِى أعْرَضُ مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، فِيهِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ قَدحَان مِنْ فِضَّةٍ، فَأَشْرَبُ وَأَتَوضَّأُ وَأُكسَى ثَوْبَيْنِ أَبْيضَيْنِ، ثُمَّ أَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ تُدْعَى فَتَشْرَبُ وَتَتَوَضَّأُ وَتُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ فتَقُومُ مَعِى، وَلاَ أُدْعَى لِخَيْرٍ إِلَّا دُعِيتَ إِلَيْهِ؟ قُلتُ: بَلَى".
"عن على قال: قال رسولُ الله ﷺ : إِنَّ أَوَّلَ خَلقِ الله يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، فَيُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَبْيَضيْنِ، ثُمَّ يُقَامُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ أُدْعَى فَأُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ أُقَامُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ، ثُمَّ تُدْعَى أَنْتَ يَا عَلِىُّ فَتُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ تُقَامُ عَنْ يَمِينِى، أَفَمَا تَرْضَى أَنْ تُدْعَى إِذَا دُعِيتُ، وَتُكْسَى إِذَا كُسِيتُ، وَأَنْ تَشْفَعَ إِذَا شَفَعْتُ؟ ".
"عن عبد الله بن يحيى! أَنَّ عَلِيَّا أُتِىَ يَوْمَ الْبَصْرَةِ بِذَهَبٍ وَفِضةٍ، فَقَالَ: أَبْيَضِىٌّ وأصْفَرِىٌّ؟ ! وَغُرِّى غَيْرِى أَهْلَ الشَّامِ غَدًا إِذَا ظَهَرُوا عَلَيْك، فَشَقَّ قَوْلُهُ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأُذِّنَ في النَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقالَ: إِنَّ خَلِيلِى ﷺ قَالَ: يَا عَلِىُّ! إِنَّكَ سَتَقْدُمُ عَلَى اللهِ وَشِيعَتُكَ رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ، وَيَقْدُمُ عَلَيْهِ عُدُولٌ غِضَابٌ مُقْمِحِينَ، ثُمَّ جَمَعَ عَلِىٌّ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ - يَوْمَ الإِقْمَاحِ".
"عن على قال: إِنِّى أذُودُ عَنْ حَوْضِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِيَدَى هَاتَيْنِ الْقَصِيَرتَيْنِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ كَمَا يَذُودُ السُّقَاةُ غَرِيبَة الإِبِلِ عَنْ حِيَاضِهِمْ".
"عن على: أنه قال لموسى بن طلحة بن عبيد الله: وَالله إِنِّى لأرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنا وَأَبُوكَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} فَقَاَل رَجُلٌ مِنْ هَمَدَانَ: الله أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَصَاحَ عَلِىٌّ عَلَيْه صَيْحَةً وَقَالَ: فَمَنْ إِذَنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَحنُ أُولَئِكَ؟ ".
"عن على قال: إِنِّى لأرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ وَالزُّبيرُ وَطَلحَةُ مِمَّنْ قَالَ الله {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (*) ".
"عن على في قوله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} قالَ: نَزَلَتْ في ثَلاَثَةِ أَحيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ: في بَنِى هَاشِمٍ، وَبَنِى تَمِيمٍ، وَبَنِى عَدِىٍّ: فىَّ، وَفى أَبِى بَكْرٍ وَفِى عُمَرَ".
"عن كثير النواء قال: قلت لأبى جعفر: إِنَّ فُلانًا حدَّثنى عن علىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أنَّ هَذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ في أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} قالَ: وَاللهِ إِنِّهَا لَفِيهِمْ نَزَلَتْ، وَفِيمَنْ تَنْزِلُ إِلَّا فِيهِمْ؟ ! قلتُ: وَأَىُّ غِلٍّ هُوَ؟ قالَ: غِلُّ الْجَاهِليَّةِ، إِنَّ بنى تَيمٍ وَبَنِى عَدىٍّ وَبَنِى هَاشِمٍ كانَ بَيْنَهُمْ في الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ تَحَابُّوا، فَأَخَذَتْ أبا بَكْرِ الْخَاصِرَةُ فَجَعَلَ عَلِىٌّ يُسَخِّنُ يَدَهُ فَيَكْوى بِهَا خَاصِرَةَ أَبِى بَكْرٍ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ".
"عن الحسن البصرى قال: قال علىُّ بنُ أبى طالب: فِينَا وَالله أَهْل بَدْرٍ نَزَلَتْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ".
"عن زيد بن أرقم قال: نَشَدَ عَلِىٌّ النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّى أوْلَى بِالْمُؤْمِنيِنَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ، الَّلهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِذَلِكَ".
"عن عمير بن سعيد قال: شهدتُ عليّا عَلَى الْمِنْبَرِ نَاشَدَ أصحابَ رسولِ اللهِ ﷺ : مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ، اللهُمَّ والِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ ".
"عن على قال: إِذَا ذُكِرَ الصَّالحُونَ فَحَيَّهلْ بِعُمَرَ، مَا كُنَّا نبعِدُ - أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِق عَلَى لِسَانِ عُمَرَ".
"عن صِلَةَ بن زُفَرَ قال: كَانَ عَلِىٌّ إِذَا ذكُرَ عِنْدَهُ أبُو بَكْر قَالَ: السُّبَّاقُ يُذْكَرُونَ، السُّبَّاقُ يُذْكَرُونَ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إلَّا سَبَقَنَا إِلَيْه أبُو بَكْرٍ".
"خرجتُ مَعَ النبىِّ ﷺ فَجَعَلَ لاَ يَمُرُّ عَلَى حَجَرٍ وَلاَ شَجَرٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْه".
"عن أبى جحيفة قال: دخلتُ عَلَى عليٍّ في بَيْتِهِ فقلتُ: يَا خَيْرَ النَّاسِ! بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ؟ فَقَالَ: مَهْلًا يَا أبا جُحَيْفَةَ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ الله ﷺ ؟ أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ في قَلبِ مؤْمِنٍ".
"عن على قال: نَدِمْتُ أَنْ أَكُونَ طَلَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَيَجْعَل الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مُؤَذِّنيْنِ".
"عن أبى جرير المازنى قال: شهدتُ عليّا والزبيرَ حينَ توافقا، فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيّا وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَمْ اذْكُرْ ذَاكَ إلَّا في مَقَامِى هَذَا، ثُمَّ انْصرَفَ".
"عن الأسود بن قيس قال: حدثنى من رأى الْزُّبَيْرَ يَوْمَ الْجَمَلِ فَنَوَّهَ بِهِ عَلِىٌّ: يَا أبا عَبْدِ اللهِ! فَأَقبَلَ حَتَّى الْتَفَّتْ أَعْنَاقُ دَوابِّهِمَا، فقالَ لهُ عَلِىٌّ: نَشَدْتُكَ اللهَ أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ الله ﷺ وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فقالَ: أَتْنَاجِيهِ؟ وَاللهِ لَيُقَاتِلَنَّكُمْ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ، فَضَرَبَ الزُّبيْرُ وَجْهَ دَابَّتِهِ فَانْصَرَفَ".
"عن عبدِ السلامِ رَجُلٍ من حيَّةَ قال: خَلا عَلِىٌّ بِالزُّبيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ فقالَ: نَشَدْتُكَ الله كيْفَ سَمِعْتَ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ - وَأَنْتَ لاوٍ يَدِى في سَقِيفَةِ بَنِى فُلاَنٍ -: لتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ، فقالَ: قَدْ سَمِعْتُ، لاَ جَرَمَ لاَ أُقَاتلُكَ".
"عن الحسن بن على قال: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلِيّا يَوْمَ الْجَمَلِ يَلُوذُ بِى وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَسَنُ! لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلِ الْوَفْدُ إِلَّا الرَّكبُ؟ قَالَ النَّبِىُّ ﷺ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُوِرهِمْ، اسْتُقْبِلُوا بِنُوقٍ بيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ، وَعَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ، شُرُكُ نِعَالِهِمْ نُورٌ يَتَلألأُ، كُلُّ خُطوةٍ مِنْهَا مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ، وَيَنْتَهُونَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإذَا حَلَقَةٌ مِنْ يَاقُوتَة حَمْرَاءَ عَلَى صَفَائِحِ الذَّهَبِ، وَإِذَا شَجَرَةٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ يَنْبُعُ مِنْ أَصْلِهَا عَيْنَان (فَإِذَا شَرِبُوا مِنْ هَذَيْنِ الْعَيْنَيْنِ فَتَغْسِلُ (*) ما في بُطُونِهِمْ مِنْ دَنَسٍ، وَيَغتَسِلُونَ مِنَ الأُخْرَى فَلاَ تَشْعَثُ أَبْشَارهُمْ وَلاَ أَشْعَارُهُم بَعْدَهَا أَبَدًا، فَيَضْرِبُونَ بالْحَلَقَةِ عَلَى الصَّحِيفَةِ (* *)، فَلُوْ سَمِعْتَ طَنينَ الْحَلَقَةِ يَا عَلِىُّ! ! فَيَبْلُغُ كُلَّ حَوْراءَ أنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَقْبَلَ فَتَسْتَخِفُّهَا الْعَجَلَةُ فَتَبْعَثُ قيِّمها فَيَفْتَحُ لَهُ الْبَابَ، فَإِذَا رآهُ خَرَّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأسَكَ إِنَّمَا أَنَا قَيِّمكَ، وُكِّلتُ بِأَمركَ، فَيِتْبَعُهُ وَيَقُفُو أثَرَهُ فَتستَخِفُّ الحَوْرَاءَ
"عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْد قَالَ: كنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِىٍّ فَقَرَأ هَذِهِ الآيةَ {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قال: لاَ، وَاللهِ مَا عَلَى أَرْجُلِهِمْ يُحْشَرُونَ، وَلاَ يُحْشَر
الْوَفْدُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَلاَ يُسَاقُونَ سَوْقًا، وَلَكِنِّهُمْ يُؤْتَوْن بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ لَمْ يَنْظُرِ الْخَلاَئِقُ إِلَى مثْلِهَا، عَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَب، وَأَزِمَّتهَا الزَّبرْجَدُ، فَيَرْكَبُون علَيْهَا حَتَّى يَضْربُوا أَبْوَابَ الْجَنَّةِ".
"عَنِ الحسَنِ قال: لَمَّا قَدِمَ عَلِىٌّ الْبَصْرَةَ في أَمْرِ طَلحَةَ وَأَصْحَابهِ قَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْكَوَّاءِ وَابْنُ عَبَّادٍ فَقَالاَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمنينِ! أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا أَوَصِيَّةٌ أَوصَاكَ بِهَا رسُولُ الله ﷺ أَم عَهْدٌ عَهِدَهُ، أَمْ رَأىٌ رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الأمَّةُ وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا؟ فَقَالَ: مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ، وَاللهِ مَا مَاتَ رَسُولُ الله ﷺ مَوْتَ فَجْأَةٍ، وَلاَ قُتِلَ قَتْلًا، وَلَقَدْ مَكَثَ في مَرَضِهِ كُلَّ ذَلِكَ يأتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَيَقُولُ: مُرُوا أبا بَكْرٍ فَليُصَلِّ بِالنَّاسِ، وَلَقَدْ تَرَكَنِى وهُوَ يَرَى مَكَانِى، وَلَوْ عَهِدَ إِلَىَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ، حتَّى عَارَضَتْ في ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ؟ قَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رسُولُ اللهِ
ﷺ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ في أَمْرِهِمْ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ أَمْرَ دِينِهِمْ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُم، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ معَهُمْ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِى، وآخُذُ إِذَا أَعْطَانِى، وَكنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ في إِقَامَةِ الْحُدُود، فَلُوْ كانَتْ مُحَابَاةٌ عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لَجَعَلَهَا في وَلَدِهِ، فَأَشَارَ لِعُمَرَ وَلَمْ يَألُ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أغْزانِى، وآخُذُ إِذَا أعْطَانِى، وَكنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ في إِقَامَةِ الْحُدُودٍ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةٌ عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لَجَعَلَهَا في وَلَدِهِ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْ معْشَرِ قُرَيْشٍ رجُلًا فَيُوَليهُ أمْرَ الأمَّةِ فَلاَ يَكُونُ منْهُ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِه إِلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ في قَبْرِه، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً أَنَا فِيهِمْ لِيَخْتَارَ لِلأمَّةِ رَجُلًا، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مُوَافَقَتَنَا عَلَى أَنْ يَخْتَارَ مِنْ الخَمْسَةِ رَجُلًا فَيُوَلِّيهُ أَمْرَ الأمَّةِ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا فَأَخَذَ بَيدِ عُثمَانَ فَبَايَعَهُ، وَلَقَدْ عَرَضَ في نَفْسِى عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ في أَمْرِى فَإِذَا عَهْدِى قَدْ سَبَقَ فَبَاَيْعتُ وَسَلَّمْتُ، وَكنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِى، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِى وَكنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ في إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ نَظَرْتُ في أَمْرِى فَإِذَا الْمُوْثِقَةُ الَّتى كَانَتَ في عُنُقى لأبى بَكْرٍ وَعُمَرَ قَدِ انْحَلَّتْ، وَإذَا الْعَهْدُ لَعُثْمَانَ قَدْ وَفَّيْتُ به، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لأحَدٍ عنْدى دَعْوَى وَلاَ طَلَبٌ، فَوَثَبَ فِيهَا مِنْ لَيْسَ مِثْلِى - يَعْنِى مُعَاوِيَةَ - لاَ قِرَاءتُهُ قِرَاءَتِى، وَلاَ عِلمُهُ كعِلمِى وَلاَ سَابِقَتُهُ كسَابقَتِى، وكنْتُ أَحَقَّ بهَا مِنْهُ، قَالاَ: صَدَقْتَ. فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ - يَعْنيَانِ طَلحَةَ وَالزُّبيْرَ - صَاحِبَاكَ في الْهِجْرَةِ، وَصَاحبَاكَ في بَيْعَة الرِّضُوانِ، وَصَاحِبَاكَ في الْمَشُورَة، فَقَالَ: بَايَعَانِى بالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانَى بِالْبَصرَة، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ أبا بَكْرٍ خَلَعَهُ لَقَاتَلنَاَهُ، وَلَوْ أنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ خلَعهُ لَقَاتَلنَاهُ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: لاَ يَقْطَعُ الصلاَةَ إِلَّا الْحَدَثُ، لاَ أَسْتَحْيِيكُمْ (*) مِمَّا لاَ يَسْتَحْي مِنْهُ رَسُولُ الله ﷺ وَالْحَدَثُ أَنْ يَفْسُوَ أَوْ يَضْرِطَ".
"عَنْ عَلِىٍّ: أنَّ جِبْرِيلَ لَقِىَ النَّبِىَّ ﷺ فَسَلّمَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لِمَ سَلّمْتَ ثُمَّ رَجَعْتَ؟ قَالَ: إِنِّى لاَ أَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلاَ كلْبٌ وَلاَ بَوْلٌ، وَذَلِكَ أنَّ جَرْوًا لِلحُسَيْنِ أوِ الْحَسَنِ كَانَ في البَيْتِ".
"نَهَانِى رَسُولُ الله ﷺ عَنْ أَرْبَعٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَرْبَعٍ: نَهَانِى أَنْ أُصَلِّىَ وَأَنَا عَاقِصٌ (* *) شَعْرِى، وَأَنْ أُقَلِّبَ الْحَصَى في الصَّلاَةِ، وَأنْ أخْتَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ. وَأَنْ أحْتَجِمَ وَأنَا صَائِمٌ. وَسَألتُهُ عَنْ إِدْبَارِ النُّجُومِ، وَأدْبَارِ السُّجُودِ، فَقَالَ: أدْبَارُ السُّجِودِ: الرَّكَعَاتَ بَعْد الْمَغْرِبِ، وَأَدْبَارِ النُّجُومِ الرَّكعَتَانِ بَعْدَ الْغَدَاةِ. وَسأَلْتُهُ عِنِ الْحَجِّ الأكْبَرِ؟ قَالَ: هوَ يَوْمُ النَّحْرِ. وَسَألْتُهُ عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى؟ قَالَ: هِىَ صَلاَةُ الْعَصْرِ الَّتِى فُرِّطَ فِيهَا".
"عَنْ عَلِىٍّ! أنَّهُ نُهِىَ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ، وَقَالَ: إذا رَكعْتُمْ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ، وَإذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا فَقَمَنٌ (*) أن يُسْتَجَاب لَكُمْ".
"عنْ عَلِىٍّ قَالَ: أَوْتَرَ رَسُولُ الله ﷺ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَأوْسَطَ اللَّيْلِ، وآخِرَ اللَّيْلِ، فَثَبَتَ الأمْرُ وَاسْتَقَرَّ عَلَى إِدْبَارِ النُّجُومِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: غَسَّلتُ النَّبِىَّ ﷺ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْميِّتِ فَلَمْ أرَ شَيْئًا، وَكَانَ طيَّبًا حَيّا وَمَيِّتًا، وَوَلِىَ دَفْنَهُ وِإجْنَانَهُ (* *) " دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِىٌّ،
وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ الله ﷺ وَأُلْحِدَ لِرَسُولِ الله ﷺ حَدّا وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبًّا".
"عَنْ أَبِى إسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِى مُرٍّ وَسَعِيد بْنِ وَهْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ يَثِيعْ قَالُوا: سَمِعْنَا عَلِيّا يَقُولُ: نَشَدْتُ الله رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ قَال: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، فَأخذ بِيَدِ عَلِىٍّ فَقَالَ: مَنْ كنْتُ مَوْلاَه فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ".
"نَهَى رَسُولُ الله ﷺ عَنِ التَّلَقِّى، وَعَنْ ذَبْحِ دَوَابِّ الدَّرِّ، وعن ذَبْح فَتَى الْغَنَم، وَعَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: بَعَثَ مَعِىَ النَّبِىُّ ﷺ بغلاَمَيْنِ سَبِيَّيْنِ مَمْلُوكَيْنِ أَبِيعُهُمَا، فَبِعْتُهُمَا، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ: أَجَمَعْتَ أَمْ فَرَّقْتَ؟ قُلت: فَرَّقْتُ، قَالَ: أَدْرِك أَدْرِكْ".
"عَنْ عَلىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ: مَنْ يَقْضِى دَيْنِى، ويُنْجِزُ وَعْدي وَأَدْعُو الله أنْ يَجْعَلَهُ مَعِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا".