"عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَد عَلِىٍّ فَقَالَ: أيُّهَا النَّاسُ! أَلَسْتُمْ تَشْهَدونَ أَنَّ اللهَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ مَوْلاكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَمَنْ كَانَ اللهُ ورَسُولُهُ مَوْلَاهُ فَإِن هَذَا مَوْلَاهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ فَلَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ: كِتَابَ اللهِ، سَبَبُهُ بِيَدِهِ، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلَ بَيْتِى".
31.06. Actions > ʿAlī b. Abū Ṭālib (13/59)
٣١.٠٦۔ الأفعال > مسند على بن أبى طالب ص ١٣
"عن جُرَىّ بن كليب قال: رَأَيْتُ عَلِيّا يَأمُرُ بشَىْءٍ وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنْهُ، فَقِيلَ لِعَلىٍّ: إِنَّ بَيْنَكُمَا لَشَرًّا، قَالَ: مَا بَيْنَنَا إِلَّا خَيْرٌ وَلَكَنَ خْيرَنَا اتْبَعُنَا لِهَذَا الدِّينِ".
"عَنْ أبى عمرو بن العلاء، عن أبيه قال: خطب على فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! وَاللهِ الَّذى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا رَزِئْتُ مِنْ مَالِكُمْ قَليلًا، وَلَا كثِيرًا إِلَّا هَذِهِ، وَأَخْرَجَ قَارُورَةً - مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ - فِيهَا طِيبٌ، فَقَالَ: أَهْدَاهَا إِلَىَّ دِهْقَانُ".
"عَنْ عَلَىٍّ: أَنَّ النَّبيَّ ﷺ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِير خُمِّ فَقَالَ: الَّلهُمَّ مَن كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلىٌّ مَوْلَاهُ، فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: الَّلهُمْ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ".
"عَنْ رجل من بنى ضبة قال: شهدت عليا حين نزل كربلاء، فانطلق فقام في ناحية، فأومأ بيده، فقال: مناخ ركابهم أمامه، وموضع رحالهم عن يساره، فضرب بيده إلى الأرض، فأخذ من الأرض قبضة فشمها فقال: واهى، واحبذا الدماء تسفك فيه".
"عَنْ علقمة بن قيس قال: رَأَيْتُ عَلِيا عَلَى مِنْبرِ الْكُوفَةِ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول: لَا يَزْنِى الزَّانِى حِين يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الرَّجُلُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤمِنُ. فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين! مَنْ زَنَى فَقَدْ كفَرَ؟ فَقَالَ عَلِىٌّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَأمُرُنَا أَن نُبْهِمَ أَحَادِيثَ الرُّخَصِ، لَا يَزْنِى الزَّانِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَنَّ ذَلِكَ الزِّنَا لَهُ حَلَالٌ، فَإِن آمَنَ بِأَنَّهُ لَهُ حَلالٌ فَقَدْ كفَرَ، وَلَا يْسِرقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِتِلكَ السَّرِقَةِ أَنَّهَا لَهُ حَلالٌ، فَإِن آمَنَ بهَا أَنَّهَا حَلالٌ فَقْدْ كفَرَ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلَالٌ، فَإِنْ شَرِبَهَا وَهُوَ مُؤمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلَالٌ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَا يَنتَهِبُ نَهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ أنَّهَا لَهُ حَلَالٌ، فَإِنْ انْتَهَبهَا وَهُوَ مُؤمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلَالٌ فَقَدْ كفَرَ".
"عن ابن عمر قال: قَالَ عُمرُ بْنُ الْخَطَّابِ لعَلِى بن أَبي طَالِب: يَا أَبَا حَسنٍ! رُبَّمَا شَهِدْتَ وَغِبْنَا، وَرُبَّمَا شَهِدْنَا وَغبْتَ، ثَلاثٌ أَسأَلُكَ عَنْهُنَّ هَلْ عِنْدَكَ مِنْهُنَّ عِلمٌ؟ قَالَ عَلِىٌّ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ خَيْرًا، وَالرَّجُلُ يَبْغَضُ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ شَرًا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : إِنَّ الأَرْوَاحَ فِى الْهَوَاءِ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَلتَقِى فَتَشَامُّ فَمَا تَعَارفَ مِنْهَا ائْتلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ، قَالَ واحدة، وَالرَّجُلُ
يَتَحَّدثُ الْحَدِيثَ نَسِيَهُ أَوْ ذَكَرَهُ، قالَ على: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَا مِنَ الْقُلُوبِ قَلبٌ إِلا وَلَهُ سَحَابَةٌ وكَسَحَابَةِ الْقَمَرِ، بَيْنَمَا الْقَمَرُ يُضِئُ إِذْ عَلَتْهُ سَحَابَةٌ فَأَظلَمَ إِذْ تَجَلَّتْ (عَنهُ فَأَضَاءَ. وَبَيْنَا الرَّجُلُ يُحَدِّثُ الْحَديثَ إِذْ عَلَتْه سَحَابَةٌ فَنَسىَ إِذ تَجلتْ عَنْهُ فَذَكَرَ قال عمر: اثنتان، وَالرَّجُلُ يرى الرُّؤْيَا فَمِنْهَا مَا يَصْدُقُ وَمِنْهَا مَا يَكْذِبُ، قال: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ يَنَامُ فَيَسْتَقِل نَوْمًا إِلَّا يُعْرَجُ بِرْوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ، فَالَّتى لَا تَسْتَيْقِظُ إِلَّا عِنْدَ الْعَرْشِ فَتِلْكَ الرُّؤْيَا الَّتي تَصْدُقُ، وَالَّتِى تَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَهِىَ الرُّؤْيَا الَّتِى تَكْذِبُ، فقال عمر: ثَلَاثٌ وكُنْتُ فِى طَلَبِهِنَّ، فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِى أصَبْتُهُنَّ قَبْلَ الْمَوْتِ".
"أَمَرَنِى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ".
" (عن الحارث، عن على قال: ) كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِى الْمَسْجدِ نَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّى أَصَبْتُ ذَنْبًا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِىُّ ﷺ الصَّلَاةَ قَامَ الرَّجُلُ فَأَعَادَ القْوْلَ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ : أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاة وَأَحَسَنْت لَهَا الطُّهُورَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهَا كَفَّارَةُ ذَنْبِكَ".
"عن محمد بن الحنفية، عن على قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ يَا عِلَىُّ! مُرْ نِسَاءَكَ لَا يُصَلِّينَ عُطلًا (*) وَلَو أنْ يَتَقَلَّدْنَ سَيْرًا".
"عن حسين بن عبد الله قال: دخلت على فاطمة بنت على وعليها مَسَكَةٌ مِنْ عاجٍ، وفى عنقها خيط فيها خرز فقالت: إن أبى حدثنى أن رسول الله ﷺ كره التعطل للنساء".
"عن على قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَائِمًا يُصَلِّى بِهِمْ إِذِ انْصَرَفَ ثُمَّ جَاءَ وَرَأسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ: إِنِّى قُمْتُ بِكُمْ ثُمَّ ذَكَرْتُ أنِّى جُنُبًا وَلَمْ أَغْتَسِلْ، فَانْصَرفْتُ فَاغْتَسَلتُ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْكُمْ مِثْلُ هَذَا الَّذِى أَصَابَنِى، أَوْ وَجَدَ فِى بَطنِهِ رِزّا فَلْيَنْصَرِفْ فَليَغْتَسِلْ ثُمَّ لِيَأتِ فَليَسْتَقْبِلْ صَلَاتَهُ".
"عن البَهْزِىِّ قال: سألت الحسين بن على عن تَشَهُّدِ عليٍّ؟ فقال: هو تَشَهُّد رَسُول اللهِ ﷺ فَقُلتُ: حَدَثْنِى بِتَشَهُّدِ عَلِىٍّ عَنْ تَشَهدِ رَسُولِ الله ﷺ فقال: التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ للهِ والْغَادِيَاتُ، وَالرَّائِحَاتُ، وَالزَّاكِيَاتُ، وَالنَّاعِمَاتُ الْمُتَتَابِعَاتُ الطَّاهِرَاتُ للهِ".
"كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْرَأُ فِى صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِى الرَّكعَةِ الأُولَى بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} تنزيل السجدة، وَفي الرَّكعَةِ الثَّانِيَةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ} ".
"عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ سَجَدَ في صَلَاة الصُّبْحِ في تَنْزيلِ السَّجْدَةِ".
"عَنَ عَلىٍّ قَالَ: يُسْتَحَبُ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَة وَلَيْسَ يَتَحَتَّمُ ".
"عَنْ عِلىٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".
"عن عليٍّ قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَطعَمُ يَوْمَ الْفِطرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمُصَلَّى".
"عَنْ عليٍّ قَالَ: الْخُرُوجُ إِلَى الْجَبَّانِ (*) فِى الْعِيديْنِ مِنَ السُّنَّةِ".
"عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: مِنَ السّنَةِ الصَّلَاةُ فِى الْجَبَّانِ".
" عن عليٍّ قال: الجَهْرُ فِى صَلَاة الْعيدَيْنِ منَ السُّنَّة".
"عن عبدِ خيرٍ قالَ: كُنَّا في المسجد فخرجَ علينَا علىٌّ في آخرِ الليلِ فقالَ: أينَ السائِلُ عَنِ الوترِ؟ فاجتمعنَا إليهِ فقالَ: إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ أَوْتَرَ أَولَ الليلِ، ثم أَوْتَرَ وسَطَهُ، ثم أوترَ هذه الساعة، فَقُبضَ وهوَ يُوترُ هذه الساعة".
"عن أبى عبد الرحمن السلمى: أن على بن أبي طالبٍ كانَ يَخْرُجُ حينَ يُؤذِّنُ ابنُ التَّيَّاحِ عندَ الفجرِ الأوَّل فيقولُ: نعْمَ ساعةُ الوِتْرِ هذه، ويتأوَّل هذه الآيةَ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}.
" (عن عليٍّ): كَانَ النبىُّ ﷺ إِذَا قَدِمَ من سفرٍ يُصَلِّى رَكعَتَيْنِ".
"عن عليٍّ قالَ: عزائِمُ السُّجُودِ أربع {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و (حم) السجدة، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} و {النَّجْمِ} ".
" (عن عليٍّ): كَانَ النَّبىُّ ﷺ يُوقِظُ أهلَهُ في العشرِ الأواخرِ من شهرِ رمضانَ، وكلَّ صغير وكبيرٍ يطيقُ الصلَاة".
"عن الحَارِثِ قالَ: كانَ علىٌّ إذَا اسْتَلَمَ الحَجَرَ قالَ: اللهمَّ إِيمانًا بكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، واتباعَ سنة نَبِيِّكَ".
"عن أبى الأسوَدِ، عن عليٍّ: نَهى النبىّ ﷺ أن يُضيَّفَ أحَدُ الخصمين دونَ الآخَرِ".
(عن عليٍّ): نهى النبىُّ ﷺ عن المُتْعَةِ، وِإنَّمَا كَانتْ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ، فلمَّا نَزَلَ النكاحُ والطلاقُ، والعدةُ، والميراثُ بينَ الزَّوْجِ والمرأةِ نَهَى عَنْهَا".
"عن محمدِ بنِ الحنفيةِ قالَ: تكلَّمَ علىٌّ وابنُ عَبَّاسٍ في متعةِ
"عن عليٍّ: أن رسول الله ﷺ جلد في الخمر ثمانين".
"عن عليٍّ قالَ: لَقَدْ عَلِمَ أولو العلِم من أَصْحَابِ محمدٍ وعائِشَةُ بنتُ أبى بكرٍ، فَسألُوهَا: إِنَّ أصحابَ كوثى وَذِى الثُّدِيَّةِ مَلعونُونَ عَلَى لسَانِ النبىِّ الأُمِّى ﷺ وقد خَابَ من افْتَرَى".
"عن عليٍّ قالَ: لقد علمتْ عائشَةُ بنتُ أَبى بكرٍ أن جيشَ المروةِ وأهلَ النهروانِ ملعونُونَ على لسانِ محمدٍ ﷺ ، قالَ علىُّ بنُ عَيَّاشٍ: جيشُ المروةِ قَتَلَهُ عثمَانُ".
"عن جندبٍ قالَ: لما فارَقَت الخوارجُ عليًّا خَرجَ في طلبهِمْ وخرجنَا معهُ، فانتهينَا إلى عسكرِ القوم فإِذَا لَهُمْ دَوِىٌّ كَدَوِىِّ النحلِ مِنْ قراءةِ القرآنِ، وِإذا فِيهمْ أصْحابُ النَّقَبَاتِ وأَصحابُ البَرَانِسِ، فلمَّا رأيتُهُمْ دَخَلَنِى من ذلكَ شِدةٌ، فتنحيتُ فركَزْتُ رُمْحِى ونزلتُ عن فَرَسِى ووضعتُ بُرْنُسِى فنشرتُ عليهِ دِرْعِى، وأخذتُ بِمِقْوَدِ فَرسِى فقمتُ أُصَلِّى إلى رُمْحِى وأَنَا أقولُ فِى صلاتِى: اللهمَّ إِن كانَ قِتَالُ هؤلاء القوم لكَ طاعةً فأذَنْ لى فيهِ، وإن كانَ معصيةً فَأَرِنِى بَرَاءتَكَ. فإِنَّا كذلِكَ إِذْ أقبلَ علىُّ بنُ أبى طالبٍ على بغلةِ رسولِ الله ﷺ ، فلما جاءَ إِلى قالَ: تَعوَّذ بالله يا جندبُ من شرِّ السَّخَطِ، فَجِئْتُ أَسِيرُ إليهِ ونزلَ فَقَامَ يُصَلِّى، إِذ أَقْبَلَ رجلٌ فَقَالَ: يا أميرَ المؤمنينَ! ألكَ حاجةٌ في القومِ؟ قَالَ: وما ذَاكَ؟ قالَ: قَطَعُوا النهرَ فذهبُوا، قَال: مَا قَطَعُوهُ، قالَ: سبحانَ الله، ثم جاءَ آخرُ فَقَالَ: قد قَطَعُوا النهرَ فَذَهبُوا، قالَ علىٌّ: ما قطعُوهُ، ثم جَاءَ آخرُ فقالَ: قد قَطَعُوا النهرَ فذهبُوا، قَالَ علىٌّ: ما قطعُوهُ ولا يقطعُوهُ، وَلَيُقْتَلُنَّ دُونَهُ؛ عهدٌ مِنَ اللهِ ورسولِهِ، ثُم رَكِبَ، فَقَالَ لى: يا جُندبُ! أمَّا أَنَا فَأَبْعثُ إلَيْهِمْ رجلًا يقرأ المصحفَ، يدعُو إلى كتابِ ربِّهِمْ وسنةِ نبيِّهِمْ، فَلَا يُقْبِلُ علينَا بوجهِه حتَّى يرشُقُوهُ بالنَّبْلِ. يا جندبُ! أَمَا إِنَّهُ لا يُقتَلُ مِنَّا عشرةٌ ولا ينجُو منهمْ عشرةٌ، ثم قالَ: من يأخذُ هذَا المصحفَ فيمشِىَ بِهِ إِلَى هؤلاءِ القومِ فيدعُوَهُمْ إلى كتابِ اللهِ وَسُنةِ نبيِّهمْ وهو مقتولٌ ولهُ الجنةُ؟ فلم يُجِبْهُ إلا شابٌ مِن بنِى عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ، فقالَ لَه علىٌّ: خُذْ هذَا المصحفَ، أَمَا إِنَّكَ مقتولٌ ولستَ مقبلًا عَلَيْنَا بوَجهِكَ حتَّى يَرْشُقُوكَ بالنَّبْلِ، فخرجَ الشابُّ بالمصحفِ إلى القوم، فلما دنَا منهمْ حيثُ يسمعُوا قَامُوا ونشَبُوا الفتَى أن يرجعَ، فرماهُ الشابُّ، فأقْبَلَ علينَا بوجهِهِ فقعدَ، فقَالَ علىٌّ: دونَكُمُ القوم، قال جندبٌ: فقتلت بكفِّى هذهِ ثمانيةً قبلَ أن أُصَلِّىَ الظهرَ، وما قُتِلَ منَّا عشرةٌ ولا نجَا مِنهمْ عشرةٌ وكما قَالَ".
"عن أبى جعفرٍ الفراءِ - مولى عليٍّ - قال: شهدتُ مع عليٍّ (عَلَى) (*) النهرِ. فلما فَرَغَ من قَتْلِهِمْ قالَ: اطلُبُوا المُخْدَجَ، فطلبُوه (فلم يَجدُوهُ، وأمرَ أنْ يُوضَعَ على كلِّ قتيلٍ قصبةٌ) فوجدُوهُ في وَهْدَةٍ حلَّ (في منتقع ماء) أسوَدَ مُنتن الريحِ، في موضعِ يَدِهِ كهيئةِ الثَّدْي عليهِ شَعرات. فلمَا نظَر إليهِ قالَ: صدقَ اللهُ ورسولُهُ. فسَمِع أحدَ ابْنَيْهِ إِما الحسنَ أو الحسينَ يقولُ: الحمدُ للهِ الذِى أَراحَ أمةَ محمدٍ ﷺ من هذِهِ العصابةِ. فقالَ علىٌّ: لو لمْ يبقَ منْ أمةِ محمد إلا ثلاثةٌ لكانَ أحدُهُمْ علَى رَأي هؤلاءِ. إنَّهُمْ لفِى أصلَابِ الرِّجالِ، وأرحَامِ النِّسَاءِ".
" (عن عليٍّ قال): أمرنَا رسولُ اللهِ ﷺ بِإِرْتَاجِ البابِ، وأن يُخَمَّرَ الإِنَاءُ، وأَنْ نُوكىَ السقاءَ، وأن نُطفِئَ السِّرَاجَ".
"عن عليٍّ قال: أَشَدُّ خلقِ رَبِّكَ عشرةٌ: الجبالُ الرَّوَاسِى، وَالحديدُ يَنْحَتُ الجِبَالَ، والنارُ تأكُلُ الحديدَ، والماءُ يُطفِئُ النارَ، والسحابُ المسخَّرُبينَ السماءِ والأرضِ يَحملُ الماءَ، والريحُ ثِقْلٌ يَنْقُلُ السَّحَابَ، والإنسانُ يَتَّقِى الريحَ بيَدِهِ ويذهب فيها لِحَاجَتِهِ، والسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنسانَ، والنومُ يَغْلِبُ السُّكْرَ، والهمُّ يمنعُ النَّوْمَ، فأشدُّ خلقِ ربِّكَ الهمُّ".
"عن عليٍّ قالَ: صَعدَ رسولُ اللهِ ﷺ المنبرَ فحمِدَ الله وأثنَى عليهِ وقالَ: كتابٌ كتَبَهُ اللهُ، فيه أهلُ الجنَّةِ بِأَسْمائِهِمْ وأنسابِهِمْ، فَيُحْمَلُ عليهمْ لا يُزادُ فيهم، ولا يُنْقَصُ منهم إلى يومِ القيامِة، ثُمَّ قالَ: كتاب كتبهُ اللهُ، فِيهِ أهلُ النَّارِ بأسمائِهِمْ وأنسابِهِمْ، فَيُحْمَلُ عليهِمْ لا يُزَاد فيهم ولا يُنْقَصُ منهم إلى يومِ القيامةِ، صاحبُ الجنَّةِ مختومٌ لَهُ يَعَملِ أهلِ الجنةِ وإنْ عَمِلَ أيَّ عملٍ، وصاحبُ النَّارِ مختومٌ لَهُ بعملِ أهلِ النارِ وإنْ عَمِلَ أىَّ عَمَلٍ، وقد يُسْلَكُ بأهلِ السعادَةِ طريقُ أهلِ الشقَاءِ حتَّى يُقالَ: ما أشبَهَهُمْ بهم، بل هُم منهُمْ وتُدْرِكُهُمُ السعادةُ فَتَسْتَنْقِذُهُمْ، وقد يُسْلَكُ بأهلِ الشقاءِ طريقُ أهل السَّعَادَةِ حتى يُقَالَ: ما أشْبَهَهُمْ بهمْ بلْ همْ منهم، ويُدركهُمُ الشقاءُ فَيُخْرِجُهُم. من كتَبَهُ اللهُ سَعِيدًا فِى أمِّ الكتابِ لم يخرجْهُ من الدُّنيَا حتى يستَعمِلهُ بعملٍ يُسْعِدُهُ بهِ قبلَ موتِهِ ولو بفَواقِ ناقةٍ، ومن كتَبَهُ الله فِى أمِّ الكتاب شقيّا لم يخرجْهُ من الدنيَا حتى يستعملَهُ بعملٍ يشقَى بهِ من قبلِ موتِهِ ولو بفواقِ ناقَةٍ، والأَعْمالُ بِخَواتِيمِهَا".
"عن محمدِ بنِ الحنفيةِ قالَ: قلتُ لعلىِّ بنِ أَبى طالبٍ: إنَّ النَّاسَ يزعمُونَ في قولِ الله تعالى: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} إِنَّكَ أَنْتَ التَّالِى، فقالَ: وَدِدْتُ أَنِّى أَنَا هُوَ، ولكنَّهُ لِسَانُ محمدٍ ﷺ ".
"عن عليٍّ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ : {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}: عَلِىٌّ".
"عن على قال: مَا مِنْ رجلٍ من قريشٍ إلا نزلَ فيهِ طائِفةٌ منَ القرآنِ، فقالَ لَهُ رجلٌ: ما نَزَلَ فِيكَ؟ قَالَ: أمَا تقرأُ سورةَ هود: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}؟ رسولُ الله ﷺ على بينة من ربِّهِ، وأنَا شاهدٌ مِنْهُ".
"عن عليٍّ: أنه سُئلَ عنْ مَوْقفِ النبي ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَال: كَان أَشَدُّنَا يَوْمَ بَدْرٍ مَن حَاذى بِرُكْبَتِهِ رَسُولَ اللهِ ﷺ ".
"عن على قال: وَجعْتُ وَجَعًا فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ فَأَقَامَنِى فِى مَكَانِهِ وقَامَ يُصَلِّى وَأَلْقَى علَى طَرَفَ ثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ: قَدْ بَرِئْتَ يَا ابْنَ أَبِى طَالِبٍ، فَلَا بَأسَ عَلَيكَ، مَا سَألْتُ اللهَ لِىَ شَيْئًا إِلَّا سَألْتُ لَكَ مِثْلَهُ، وَلَا سَأَلْتُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانيهِ، غَير أَنِّى قِيلَ لِى: إِنَّهُ لَا نَبِىَّ بَعْدَكَ. فَقُمْتُ كَأَنِّى مَا اشْتَكَيْتُ".
"عن عليٍّ: أَنَّهُ دَخَل علىَ النَّبِىِّ ﷺ وَقَدْ بَسَطَ سَمْلَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا هُوَ وَعَلِىُّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، ثُمَّ أَخَذَ النَّبِىُّ ﷺ بِمَجَامِعِهِ فَعَقَدَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْهُمْ كمَا أَنَا عَنْهُمْ رَاضٍ".
"عن عليٍّ قال: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِماتِ: اُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".
"كَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ، مَشَى فِى نَعْلٍ وَاحِدَةٍ والأخْرى فِى يَدِهِ حَتَّى يَجِدَ شِسعًا (*) فَيلْبِسَهَا".
"مَرَّ النَّبِىُّ ﷺ بِقَوْمٍ فِيهِمْ رَجُلٌ مُتَخَلِّقٌ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، وَأَعْرَضَ عَنِ الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ! سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَعْرَضْتَ عَنِّى؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْكَ لَجَمْرَةً".
"عَنْ عليٍّ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ ﷺ : لَيْسَ لِلمُسْلِمِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعرَّضُ منَ البَلاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ".
"عن على: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِىِّ ﷺ : أَمِنَّا آلَ مُحَمَّدِ الْمَهْدِىُّ أَمْ مِن غَيْرِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: بَلْ مِنَّا، يَخْتِمُ اللهُ كَمَا بِنَا فَتَحَ، وَبِنَا يُسْتَنْقَذُونَ مِنَ الفتنة كَمَا أُبْعِدُوا مِنَ الشِّرْكِ، وَبِنَا يُؤَلِّفُ الله بَيْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَة كَمَا يُخَالِفُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ، وَبِنَا يُصْبحُونَ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَةِ إِخْوَانًا كَمَا أَصبَحُوا بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ إِخْوَانًا في دِينِهِمْ. قَالَ عَلِىٌّ: أَمُؤْمِنُونَ أَمْ كَافِرُونَ؟ قَالَ: مَفْتُونٌ وَكَافِرٌ".
"عن عليٍّ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَمْسَى قَالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. الْحَمْدُ لله الَّذِى ذَهَبَ بالنَّهَارِ وَجَاءَ بِاللَّيْلِ وَنَحْنُ فِى عَافِيَةِ اللَّهُمَّ هَذَا خَلقٌ جَدِيدٌ قَدْ جَاءَ فَمَا عَمِلْتُ فِيهِ مِنْ سَيِّئَةٍ فَتَجَاوَزْ عَنْهَا، وَمَا عَمِلْتُ مِنْ حَسَنَةٍ فَتَقَبَّلهَا وَأَضْعِفْهَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة. اللَّهُمَّ إِنَّكَ بِجَميعِ حَاجَتِى عَالِمٌ، وِإِنَّكَ عَلَى جَمِيعِ نُجْحِهَا قَادِرٌ. اللَّهُمَّ أَنْجِحِ اللَّيْلَةَ كُلَّ حَاجَةٍ لِى، وَلَا تَرُدَّنِى فِى دُنْيَاىَ، وَلَا تَنْقُصْنِى فِى آخِرَتِى. وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ".