"عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَسْلَمتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِىِّ ﷺ وَهَاجَرَتْ بَعْدَ النَّبِىِّ ﷺ فِى الْهِجْرَةِ الأُولَى، وَزَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ ابْنُ الرَّبِيع بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بِمَكَّةَ مُشْرِكٌ، ثُمَّ شَهِدَ أَبُو الْعَاصِ بَدْرًا مُشْرِكًا، فَأُسِرَ، فَفُدِىَ وَكَانَ مُوسِرًا، ثُمَّ شَهِدَ أُحُدًا أَيْضًا مُشْرِكًا، فَرَجَعَ عَنْ أُحُدٍ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ مكث بِمَكَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ -تَعَالَى- ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا فَأَسَرَهُ بِطَرِيقِ الشَّامِ نَفَرٌ مَنِ الأَنْصَارِ، فَدَخَلَتْ زَيْنَبُ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَقَالَتْ: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا زَيْنَبُ؟ قَالَتْ: أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ، قَالَ: فَقَدْ أَجْزْتُ جِوارَكَ، ثُمَّ لَمْ يُجِزْ جوار امرأة بَعْدَهَا، ثُمَّ أَسْلَمَ، فَكَانَا عَلَى نِكَاحِهِمَا، وَكَانَ عُمَرُ خَطَبَهَا إِلَى النَّبِىِّ ﷺ بَيْنَ ظهرانى
ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ النَّبِىُّ ﷺ لَهَا فَقَالَتْ: أَبُو الْعَاصِ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ قَدْ عَلمْتَ، وَقَدْ كَانَ نِعْمَ الصِّهرُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تنتظره، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عْنِدَ ذَلِكَ، قَالَ: وَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ بنُ الْحَارثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالرَّوْحَاءِ مَعْقِل رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْفَتْحِ، فَقَدِمَ عَلَى جُمَانَةَ ابْنَةِ أَبِى طَالِبٍ مُشْرِكَةً فَأَسْلَمَتْ، فَجَلَسَا عَلَى نِكَاحِهمَا، وَأَسْلَمَ مَخْرَمَةُ ابْنُ نَوْفَل وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حْربٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى نِسَائِهِمْ مُشْرِكَاتٍ فَأَسْلَمْنَ فَحُبسُوا عَلَى نِكَاحِهِمْ، وَكَانَتْ امْرَأَة مَخْرَمَة شَفَّاء ابْنَة عَوْفٍ أُخْت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَامْرَأَةُ حَكِيمٍ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ، وامْرَأَةُ أَبِى سُفْيَانَ هِنْدُ ابْنَةُ عُتْبَةَ ابْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَتْ عِنْدَ صَفْوَانَ بْنِ أمية مَعَ عَاتِكَه ابْنَةِ الْولِيدِ آمِنَةُ ابنة أَبِى سُفْيَانَ، فَأَسْلَمَتْ أَيْضًا مَعَ عَاتِكَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ثُمَّ أَسْلَمَ صْفَوانُ بَعْدُ فَأَقَامَ عَلَيْهِمَا".