"إِنَّ أبَاكُمْ آدم كَانَ طُوالًا كالنَّخْلَةِ السَّمُوقِ، سِتِّينَ ذِراعًا، كَثِير
الشَّعَر، مُوَارَى العوْرةِ، فَلَمَّا أَصَاب الخَطِيئَة فِى الجنَّةِ خرج مِنْهَا هَاربًا، فَلَقِيتهُ شَجرةٌ، فَأخَذَتْ بِنَاصيته، فَحبستْهُ، ونَاداهُ رَبُّهُ: أفِرارًا منِّى يا آدمُ؟ قَال: لا! بلْ حياءً مِنْكَ يَا ربِّ مِمَّا جِئْتُ؛ فأُهْبِطَ إِلى الأَرْضِ فَلَمَّا حضَرتْهُ الوَفَاةُ بعثَ إِليْه مِنَ الجَنَّةِ مع الملَائِكَة بِكَفَنِهِ، وحنُوطِه؛ فَلَمَّا رأتْهُمْ حواءُ ذَهبتْ لتِدْخُل دونهُم؛ فَقَال: خَلِّى بيْنِى، وبيْنَ رُسُلِ ربِّى، فَمَا أصابنى الَّذى أصابنِى إِلا فِيكِ، ولَا لَقِيتُ الَّذى لَقيتُ إِلَّا مِنْكِ، فَلَمَّا تُوفِّى غَسَّلُوه بالمَاءِ والسِّدرِ وتْرًا، وكَفَّنُوهُ في وِترٍ مِنَ الثِّيَابِ، ثمَّ لَحدوا لَهُ فَدفَنُوهُ، وقَالوا: هَذِهِ سُنَّةُ وَلَدِ آدم مِنْ بعْدِه ".