"عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ إذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله ﷺ يَنْعَتُ الإِسلَامَ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: بُنِىَ الإِسْلَامُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ: عَلَى الصَّبْر، وَالْيَقِينِ، وَالْجِهَادِ، وَالْعَدْلِ، وَللصَّبْرِ أَرْبَعُ شُعَبٍ: الشَّوْقُ، وَالشَّفَقَةُ، وَالزَّهَادَةُ، والتَّرَقُّبُ، فَمنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِى الدُّنْيَا تَهَاوَنَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِى الدُّنْيَا تَهَاوَنَ بالْمُصِيبَات، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ في الْخَيْرَاتِ، وَلِلْيَقِينِ أَرْبَعُ شُعَبٍ: تَبْصِرَةُ الْفِطْنَةِ، وَتَأوِيلُ الْحِكْمَةِ، وَمَعْرفَةُ الْعِبْرَةِ، وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ، فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ، وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ اتَّبَعَ السُّنَّةَ، وَمنِ اتَّبَعَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِى الأَوَّلِينَ، وَلِلْجِهَادِ أَرْبَعُ شُعَبٍ: الأَمْرُ بالْمَعرُوفِ، وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالصِّدْقُ فِى الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنُ الْفَاسِقِينَ، فَمَنْ أَمَرَ بالْمَعرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ، وَمَنْ صَدَقَ فِى الْمَوَاطِنِ قَضَى الَّذِى عَلَيْه وَأَحْرَزَ دِينَهُ، وَمَنْ شَنِئَ الْفَاسقِينَ فَقَدْ غَضِبَ لله، وَمَنْ غَضِبَ لله يَغْضَب الله لَهُ، وَلِلْعَدْلِ أَرْبَعُ شُعَبٍ: غَوْصُ الْفَهْم، وَزَهْرَةُ الْعِلْمِ، وَشَرَائعُ الْحُكْم وَرَوْضَةُ الْحِلْمِ (فَمَنْ غَاصَ الْفَهْمَ فَسَّرَ جُمَلَ الْعِلْمِ، وَمَنْ رَعَى زَهْرَةَ الْعِلْم عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ، وَمَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ وَرَدَ رَوْضَةَ الْحِلْمِ، ) وَمَنْ وَرَدَ رَوْضَةَ الْحِلْمِ لَمْ يُفَرِّطْ أَمْرَهُ وَعَاشَ فِى النَّاسِ وَهُوَ فِى رَاحَةٍ".
"عَنْ قبِيصَةَ (*) بْنِ جَابِرٍ الأَسَدِىِّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِىٍّ فَقَالَ: يَا أَميرَ الْمؤْمِنينَ! مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْجِهَادِ، والعَدْلِ، وَالصَّبْرُ عَلَى أَرْبَع شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، والشَّفَقَةِ، والزَّهَادَةِ، والتَّرَقُّبِ ، فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِن النَّارِ رَجَعَ عَنِ المحرَّماتِ، وَمَنْ أَبْصَرَ بِالدُّنْيَا تَهاوَنَ بِالْمُصِيبَاتِ ، وَمَنِ ارْتَقَبَ إِلَى الْموْتِ سَارَعَ
إِلَى الْخَيْراتِ، وَالْيَقِينُ عَلَى أَرْبعِ شُعَبٍ: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وتَأوِيلِ الحُكْم لله، وَمَوْعِظةِ العِبْرَةِ، وسُنَّةِ الأوَّلِينَ، فَمَنْ تَبَصَّرَ فِى الْفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الْحِكمَةَ، وَمَنْ تَأَوَّلَ الحِكْمَةَ عَرَفَ العِبْرَةَ، ومَن عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكأَنَّما كَانَ فِى الأَوَّلِينَ، والْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غَائِصِ الفَهْمِ، وزَهْرَةِ العِلْمِ ، ورَوْضَةِ الحِلْم، فَمنْ فَهِمَ فَسَّر جَميعَ العِلْمِ، ومَنْ عَلِمَ عَرَفَ شَرائعَ الحُكْمِ، وَمَنْ حَكَمَ لَمْ يُفَرَّطْ أَمْره وعَاشَ فِى النَّاسِ ، والْجهادُ علَى أرْبَعِ شُعَبٍ: أَمْرٌ بِمَعْروفٍ ونَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ، والصِّدقُ فِى المواعِظِ ، وشَنآنُ الفَاسِقِينَ، فَمَنْ أَمَرَ بالمعْروفِ شَدَّ ظَهْرَ المؤْمِنِ، ومَنْ نَهَى عَنِ المنكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمَنافِقِ، وَمَنْ صَدَقَ فِى الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَليْهِ، وَمَنْ شَنَأَ الْفَاسِقِينَ، وَغَضِبَ لله، غَضِبَ الله لَهُ، فَقَامَ السَّائِلُ عِنْد هَذَا فَقَبَّلَ رأسَ عَلِىٍّ".