"عَن أَبِى عُبَيْدَةَ قَالَ: كَتَبَ مُعاوِيَةُ إِلَى عَلِىَّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، يَا أَبَا الْحَسَنِ: إِنَّ لِى فَضَائِلَ كَثِيرَةً وَكَانَ أَبِى سَيَّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَصِرْتُ مَلِكًا فِى الإِسْلَامِ، وَأَنَا صِهْرُ رسُولِ اللهِ ﷺ وَخالُ المُؤمِنِينَ، وَكَاتِبُ الْوَحْىِ، فَقَالَ عَلِىٌّ: أَبِالْفَضَائِلِ تَفْخَرُ عَلىَّ ابْنَ آكِلَة الأَكْبَادِ ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ يَا غُلامُ:
مُحَمَّدٌ النَّبَّيُّ أَخِى وَصِهْرِى ... وَحَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّىِ
وَجَعْفَرُ الَّذِى يُمْسِى ويضْحِى ... يَطِيرُ مَعَ المَلَائكَةِ ابْنُ أُمِّى
وَبنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِى وَعِرْسِىِ ... مسوطٌ لَحْمُها بِدَمِى وَلَحْمِى
وَسبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَاىَ مِنْهَا ... فَأَيُّكُمْ لَهُ سَهْمٌ كسَهْمى
سَبَقْتُكُمُ إِلَى الإِسْلَامِ طُرّا ... صَغِيرًا مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِى
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اخْفُوا هَذَا الْكِتَابَ لَا يَقْرَؤُهُ أَهْلُ الشَّامِ فيَمِيلُونَ إِلَى ابْنِ أَبِى طَالِبٍ"