"عَنْ عَلىٍّ أَنَّهُ كانَ يقْرأُ: {وإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ - بِفَتْح اللام الأولى - منْهُ الجِبالُ} ثُمَّ فَسَّرهَا فقالَ: إِنَّ جبَّارًا مِنَ الجَبابِرَةِ قَالَ: لا أَنْتَهِى حتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا فِى السَّمَاءِ، فَأمَرَ بِفراخِ النُّسورِ تَعْلَفُ اللحمَ حتى شَبَّتْ وَغَلَظَتْ، وَأمَر بتابوتٍ فَنجر يَسَعُ رَجُلَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَ فِى وسَطهِ خَشبَةً، ثُمَّ ربطَ أَرْجُلَهُنَّ بأوتَاد، ثُمَّ جَوَّعَهُنَّ، ثُمَّ جَعَل عَلَى رَأسِ الخَشبَةِ لَحْمًا، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ وصَاحُبهُ فِى التابوتِ، ثُمَّ ربَطهُنَّ إِلَى قَوائِم التَّابوتِ، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُنَّ يُرِدْنَ اللَّحمَ، فَذهَبن بِهِ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ قَالَ لِصاحِبِه: افْتحْ فانْظُرْ ماذَا تَرىَ؟ فَفَتَح فَقَالَ: انْظُرْ إلى الجبال ... كأنها الذبابُ ... ! قال أغلق، فأغلق، فطرن
به ما شاء الله ثم قال: اِفتح، ففتح، فقال: أنظر مَاذَا تَرَى؟ فَقالَ: ما أَرَىَ إلَّا السَّمَاءَ، وما أرَاهَا تَزْدَادُ إِلاَ بُعْدًا، قال: صَوِّب الخَشَبَةَ فَصوبهَا فانْقَضَّتْ تُرِيدُ اللحمَ فَسَمِعَ الجِبالُ هدَّتهَا فَكادتْ تَزُولُ عَنْ مَراتِبِهَا".