" عَنْ عَلِىٍّ: أَنَّ وَفْدَ نَهْدٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ وَمِنْهُمْ
طَهْفَةُ بْنُ زُهَيْر فَقالَ: أَتَيْنَاكَ يَا رَسُولَ الله عَلَى غَوْرى تِهَامَةَ عَلَى أَكوار الْمَيْسِ ، تَرْتَمِى بِنا الْعِيسُ ونَسْتَخْلِبُ الصَّبِيرَ ، وَنَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ ، وَنَسْتَخْيلُ الرِّهَامَ ، وَنَسْتَجِيلُ الْجَهامَ ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةِ النِّطَا غَلِيظة الْوَطَا،
وَقَد نَشِفَ الْمُدْهِنُ، وَيَبِسَ الْجِعْثِنُ، وَسَقَطَ الأُمْلُوجُ، وَمَاتَ الْعُسلُوجُ، وَهَلَكَ الْهَدِىُّ، وَمَاتَ الْوَدِىُّ، بَرِئْنَا إِلَيْكَ يَا رَسُولَ الله مِنَ الْوثَنِ وَالْعَنَنِ ، وَمَا يُحْدِثُ الزَّمنُ، وَلَنا نَعَمٌ هُمْلٌ أَغْفَالٌ وَوَقِيرٌ قَلِيلُ الرِّسْلِ، يَسِيرُ الرَّسْلِ، أَصَابتهَا سنَةٌ حَمْراءُ أَكْدَى فِيها الزَّرْعُ، وامْتَنَعَ فِيهَا الضَّرْعُ ، لَيْسَ لَهَا
عَلَلٌ وَلاَ نَهَلٌ ؛ فَقَالَ ﷺ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مَخْضِهَا ، وَمَحْضِهَا ، وَمَذْقِهَا ، واحْبِسْ رَاعِيَهَا عَلَى الدَّثَرِ وَيَانِع الثَّمَرِ، وافْجُرْ لَهُمْ الثَّمَدَ، وَبارِكْ لَهُمْ فِى الْوَلدِ. ثُمَّ كَتَبَ مَعَهُ كتابًا فَنَسَخْتُهُ: (بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم) مِنْ مُحمد رَسُولِ الله إِلَى بَنِى نَهْدٍ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، مَنْ أَقَامَ الصَّلاَة كَانَ مُؤْمِنًا، وَمَنْ آتَى الزَّكَاةَ كَانَ مُسْلِمًا، ومَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَه إِلَّا الله لَمْ يُكْتبْ غَافلًا، لَكُمْ فِى الْوَظِيفة الْفَرِيضةُ، وَلَكُمُ الفارض وَالفَرِيشُ ، (وذو الْعِنَانِ، والرَّكُوبُ ،
والفَلُوُّ ، وَالضَّبِيسُ لاَ يُمْنَعُ سَرْحُكُمْ، وَلاَ يُعضَدُ طَلْحُكُمْ وَلاَ يُحْبَسُ دَرُّكُمْ) (*) مَا لَمْ تُضْمِرُوا إِمَاقًا، وَلَمْ تَأكُلُوا رِبَاقًا ".