" عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ التَّيْمِىِّ (*) قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمانُ وَهُوَ مَحْصُورٌ إِلَى عَلِىٍّ، وَطَلْحَةَ، والزُّبيْرِ، وَأَقْوَامٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ: احْضُرُوا غَدًا وَتَكُونُوا حَيْثُ تَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ لِهَذِهِ الْخَارِجَةِ، فَفَعَلُوا وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: أَنْشُدُ الله مَنْ سَمِعَ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِى هَذَا المِرْبَدَ ويَزِيدُهُ فِى مَسْجدنَا وَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأَجْرُهُ لى الدُّنْيا مَا بَقى دَرَجَاتٌ لَهُ؟ فَاشْتَريْتُهُ بِعِشْرينَ أَلْفًا وَزِدْتُهُ فِى الْمَسْجِدِ قَالُوا: اللَّهُمَّ! نَعَمْ، وَقَالَ الْخَوَارجُ: صَدَقُوا وَلَكنَّكَ غَيَّرْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ الله مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: مَنْ يُجَهِّزُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَلَهُ الْجَنَّةُ، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى مَا فَقَدُوا عِقَالًا وَلاَ خِطَامًا، قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ الْخَوَارِجُ: صَدَقُوا وَلَكنَّكَ غَيَّرْتَ ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ الله مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِى رُومةَ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَاشْتَرَيْتُهَا فَقَال: اجْعَلْهَا لِلمَسَاكِينِ وَلَكَ أَجْرُهَا وَالْجَنَّةُ، قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ الْخَوارِجُ: صَدَقُوا وَلَكِنَّكَ غَيَّرْتَ، وَعَدَّدَ أَشْيَاء، وَقَالَ: الله أَكْبَرُ، وَيْلَكُمْ خُصِمْتُمْ وَالله، كَيْفَ يَكُونُ مَنْ يَكُونُ هَذَا لَهُ مُغَيِّرًا؟ يَأَيُّهَا النَّفَرُ مِنْ أهْلِ
الشُّورَى: اعْلمُوا أنَّهُمْ سَيَقُولُونَ لَكُمْ غَدًا كَما قَالُوا لِى الْيَوْمَ، فَلَمَّا خَرَجُوا بَعْدُ عَلَى عَلىٍّ جَعَلَ يَنْشُدُ النَّاسَ عَنْ مثْلِ ذَلِكَ ويُشْهَدُ لَهُ بِهِ، فَيَقُولُونَ: صَدَقُوا وَلَكِنَّكَ غَيَّرْتَ فَقَالَ: مَا الْيَوْمَ قُتِلْتُ وَلَكِنْ قُتِلْتُ يَوْم قُتِلَ ابْنُ بيضاءَ ".