"نَشَرَ الله عَبْدَينِ مِنْ عِبَادِهِ أكثَرَ لَهُمَا المَال وَالوَلَدَ، فَقَال لأَحَدِهِمَا:
أَينَ فُلانُ بْنُ فُلانُ؟ قَال: لَبَّيكَ وَسَعْدَيكَ، قَال: أَلَمْ أُكْثِر لَكَ مِنَ المَالِ وَالوَلَد؟ قَال: بَلى أَيْ رَبِّ، قَال: وَكيفَ صَنَعْتَ بِمَا آتَيتُكَ؟ قَال: تَرَكتهُ لِوَلَدى مَخَافَةَ العَيلَةِ عَلَيهمْ، قَال: أَمَا لَوْ تَعْلَمُ العِلمَ لَضَحكْتَ قَلِيلًا وَلبَكَيتَ كثِيرًا، أَمَا إِنَّ الَّذِي تَخَوَّفْتَ عَلَيهِم قَدْ أَنْزَلت بِهِمْ، وَيَقولُ لِلآخَرِ: أي فُلانُ بْنَ فُلانٍ، فَيَقُولُ: لَبَّيكَ أَيْ رَبِّ وَسَعْدَيكَ، قَال: أَلَمْ أُكْثِرْ لَكَ مِنَ المَالِ وَالوَلَدِ؟ قَال: بَلى أَيْ رَبِّ، قَال: فَكَيفَ صَنَعْتَ فِيمَا آتَيتُكَ؟ قَال: أَنْفَقْتُ في طَاعَتِكَ، وَوَسَّعْتُ لِوَلَدِي مِنْ بَعْدى بِحُسْنِ طَوْلكَ، قَال: أَمَا إِنَّكَ لَوْ تَعْلَمُ العِلمَ، لَضحِكْتَ كَثِيرًا وَلبكَيتَ قَلِيلًا، أَمَا إِنَّ الَّذي وَثِقْتَ (*) فِيهِمْ بِهِ قَد أنزَلتُ بِهِمْ".