"عن أبِي ظبيانَ الأسدىِّ قال: وفدتُ على عمرَ بن الخطّاب فسألنى فقال: يا أبا ظِبيانَ! ما بالُكَ بِالْعِراقِ؟ قلتُ: لا، والذي أسعدك ما ندرى ما نصنع به ما مِنَّا أحدٌ قد قَدِمَ القادسيةَ إلا عطاؤُه ألفان أو ألفٌ وخمسمائة، ولا لنا ولد أو ابن أخ إلا في
خمسمائة وثلاثمائة وما منا أحدٌ له عيال إلا وله جَريبان (*) كل شهر أكل أو لم يأكل، فإذا اجتمع هذا لم ندرِ ما يصنع به، قال: إنا لننفقه فيما ينبغى وفي ما لا ينبغى، قال: هو حقكم أعطيتموه فلا تحمدونى عليه، وأنا أسعد بأدائه إليكم منكم بأخذه، ولو كان مالَ الخطاب ما أعطيتُكُمُوه، فإن نصحى لك وأنت عندي كنصحِى لمن هو بأقصى ثَغرٍ من ثغورِ المسلمين، فإذا خرج عطاؤُك فاشتر منه غَنَما فاجعلها لسوادكم، وإذا خرج فابتاع الرأس أو الرأسين فاعتقل منه مالاً فإنى أخافُ أن يليكم ولاةٌ يَعُدُّونَ الْعَطَاءَ في زمانهم مالاً، فإن بقيتَ أنت أو أحدٌ من عيالك كان لك شئٌ اعتقلتموه".