"حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهرى، حدثنى موسى بن عقبة قال: هذه خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية: أما بعد: فإنى اوصيكم بتقوى اللَّه الذى يَبْقَى ويَفْنَى مَا سِوَاهُ الذى بطاعته يُكْرَمُ أولياؤهُ، وبمعصيِتِه يضِل أعداؤُه، فليس لهالكٍ هلَك معذرةٌ في فِحْلِ ضلالةٍ حَسِبَهَا هُدًى، ولا فِى تَرْكِ حَق حَسِبَهُ ضَلَالَةً، وإن أحقَّ ما تعاهَدَ الرَّاعِى من رعيته أن يتعاهدهم [بما للَّه عليه] من وظائفِ دينِهم الذى هداهم اللَّه له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم اللَّه به من طاعته، وننهاكم عما نهاكم اللَّه عنه من معصيته، وأن نُقِيمَ فيكم أمرَ اللَّه ﷻ في قريبِ النَّاسِ وبعيدهِم ولا نُبَالِى على من مالَ الحَقُّ، وقد علمت أن أقواما يتمنون في دينهم فيقولون: نحن نصلى مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل الهجرة، وكل ذلك يفعله أقوام ولا يَحْمِلُونَهُ بحقه، وإن الإيمان ليس بالتَّحَلِّى، وإن للصلاة وقتًا اشترطه اللَّه فلا تَصْلُحُ إلا به، فوقتُ صلاةِ الفجر حين يُزَايِلُ المرءَ ليلُه، ويَحْرُمُ على الصائم طعامهُ وشرابُه، فآتُوهَا حظَّها من القرآن، ووقتُ صلاة الظهر إذا كان القيظ [فحين تزيغ عن الفلك] حتى يَكُونَ ظلُّك مثلك، وذلك حين يهجِّرُ المهجِّرُ، فإذا كان الشتاءُ فحين تزيغ عن الفلَك حتى تكون على حاجِبِك الأيمن، مع شروط اللَّه في الوضوء والركوع والسجود، وذلك لئلا ينام عن الصلاة ووقت صلاة العصر والشمس بيضاءُ نَقِيَّةٌ قبل أن تصفَر قدر ما يسير الراكب على الجمل الثِّقال (*) فرسخين قبل غروبِ الشمس، وصلاة المغرب حين تغرب الشمس ويفطر الصائم، وصلاة العشاء حين يُعَسْعِسُ الليلُ وتذهب حُمْرَةُ الأفقِ إلى ثلث الليل، فمن رقد قبل ذلك فلا أرْقَدَ اللَّه عَيْنَهُ،
Request/Fix translation