"عن ابن عمر قال: شهدت جَلُولَاء فابْتَعْتُ مِنَ المَغْنَم بِأَرْبَعِينَ أَلْفَا، فَلمَّا قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ قَالَ لى: أَرَأَيْتَ لَوْ عُرِضْتُ عَلَى النَّارِ فَقِيلَ لَك، افْتَدِيْنِى، أكنت مفتدىَّ؟ فَقُلْتُ: واللَّه مَا مِنْ شَىْءٍ يُؤذِيكَ إلَّا كُنتُ مُفَتدِيَك مِنْه، فَقَال: كَأَنِّى شَاهِدُ النَّاسِ حِينَ تَبَايَعُوا فَقَالُوا: عَبدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ صَاحِبُ رَسولِ اللَّه ﷺ وابْنُ أَميرِ المُؤمنينَ، وَأحَبُّ النَّاسِ إِلَيه، وَأَنْتَ كَذَلِكَ، فَكَان أَنْ يُرْخِصوا عَلَيك بمائِةٍ أَحَبَّ إِلَيْهم منْ أَن يُغْلُوا عَلَيْك بِدِرْهَم، وَإنِّى قَاسِم مَسئولٌ، وأنا مُعْطِيكَ أكَثَر مَا رَبِحَ تاجِرٌ من قريشٍ، لَكَ رِبْح
الدِّرهم دِرْهَمٌ، ثُمَّ دَعَا التُّجَّارَ فَابْتَاعُوا مِنْه بِأربَعْمِائة أَلْفٍ، فَدَفَع إِلَىَّ ثَمانينَ أَلْفًا، وبعثَ بالبَقِيَّةِ إلَى سَعدِ بنِ أَبى وَقَّاص، فَقَالَ: اقْسِمْهُ فِى الَّذِينَ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ وَمَن كَانَ مَاتَ مِنْهم فَادْفَعْه إلَى وَرَثَتِه".