"عن عُبادة بن رفاعة بن رَافع قال: بلغ عمرَ بن الخطاب أن سعدًا اتَّخذَ قصرًا وجَعَل عليه بابًا، وقال: انْقَطَع الصُّوَيْت، فأرسل عمر محمد بن مَسْلمةَ، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إِيتِ سعدًا وأَحْرِق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زَنده فاستورَى نارًا، ثم أحرق الباب، فأتى سَعْدًا فأخْبَرَهُ ووصف له صفته فعرفه، فخرج إليه سَعْدٌ، فقال محمدٌ: إنه بلغ أمير المؤمنين منك أنك قلت: انقطع الصُّويت، فحلف سعدٌ باللَّه ما قال ذلك، فقال محمدٌ: نفعل الَّذِى أُمرْنا، ونُؤَدِّى ما نقول، وأقبل يعرض عليه أن يُزَوِّدَه فأبَى، ثم ركب راحلتَه حتى قدم المدينةَ، فلما أبصره عمرُ قال: لم لا أحسن الظن بك؟ ما رَأينا أنك أديت، وذَكر أنه أسرع السير وقال: قد فعلت، وهو يعتذر ويحلف باللَّه ما قال، فقال: فهل آمرُ لك بشئٍ؟ قال: ما كرهت من ذلك، قال: أرضُ العراقِ أرضٌ رقيقة، وإنَّ أهل المدينةٍ يموتون حولى من الجوع، فخشيت أن آمر لك فيكون لك الباردُ ولِى الْحَارُّ، أما سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "لَا يشْبَعُ المؤمنُ دون جارِه" أو قالَ: "الرجلُ دون جارهِ"؟ ! .
Request/Fix translation