"مَا سَألْتُهُمَا -يَعْنِي أَبَوَيهِ- رَبِّى فَيُعْطِينِى (*) فِيهِمَا، وَإِنِّي لَقَائِمٌ يَوْمَئِذ المقامَ الْمَحْمُودَ ثُمَّ يَنْزِلُ اللهُ فِيهِ عَلَى كُرْسِيِّه يَئِط بِهِ كَمَا يَئِطُّ بِه الرَّحْلُ مِن تَضَايُقِهِ
كَسَعَةِ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَيُجَاءُ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاة غُرْلًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، يَقولُ الله: أكُسُوا خَلِيلِى، فَيُؤتَى بِرِيطَتَينَ بَيضَاوَينِ مِنْ ريَاط الجَنَّةِ فَيَلْبَسُهُمَا ثُمَّ يَقْعُدُ {مُسْتَقْبِل} (*) الْعَرْشِ، ثُم اُكْسَى عَلَى إِثْرِهِ، فَأقُومُ عَنْ يَمِينِ اللهِ مقَاما لا يَقُومُهُ غَيرِى، يَغْبِطُنِى فِيهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، وَيُشَقُّ لِي نَهْرٌ مِنْ الْكَوْثَرِ إلى حَوْضٍ، يَجْرِي فِي حَال مِنْ الْمسْك وَرَضْرَاضٌ نَبَاتِهِ قُضْبَانُ الذَّهَبِ، ثِمَارُهَا اللُّؤلُؤُ وَالْجَوْهَرُ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأحْلَى مِن الْعَسَلِ، مَن سَقَاه الله مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأ بَعْدَهَا، وَمَنْ حُرِمَه لَمْ يُرْوَ بَعْدَهَا".