"عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَصَابَتْ عَلِيًا خَصَاصَةٌ فَقَالَ لِفَاطِمَةَ: لَوْ أَتَيْتِ النَّبِىَّ ﷺ فَسَأَلتِه؛ فَأَتَتْهُ - وَكَانَ عِنْدَهُ أُمُّ أَيْمَنَ - فَدَقَّتِ البَابَ؛ فَقَالَ النَّبِى ﷺ لأمِّ أَيْمَنَ: إنَّ هَذَا لَدَقُّ فَاطِمَةَ، وَلَقَدْ أَتَتْنَا فِى سَاعَةٍ مَا عَوَدَتْنَا أَنْ تَأتِيَنَا فِى مِثْلِهَا (فَقُومِى فَافْتحِى لَهَا البَابَ، فَفَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ لَقَدْ أَتَيْتِنَا فِى سَاعَة مَا عَوَّدْتِنَا أَنْ تَأتِينَا فِى مِثْلِهَا)، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله هَذِهِ المَلاَئِكَةُ طَعَامُهَا التَّهْلِيلُ وَالتسبيحُ وَالتَّحْمِيدُ، مَا طَعَامُنَا؟ قَالَ: وَالَّذِى بَعَثنِى بِالحَقِّ مَا احتبس فِى (بيت) آلِ مُحَمَّدِ منذ ثَلاَثِينَ يَوْمًا، وَلَقَدْ أَتَتَنَا أَعْنُزٌ، فَإِنْ شِئْتِ أَمَرْنَا لَك بخَمْسَةِ أَعْنُزٍ، وَإنْ شِئْتِ عَلمْتُكِ كلِمَات عَلَّمَنِيهِن جِبْرِيلُ، فَقَالَتْ: بَلْ عَلمْنِى الخَمْسَ كلمَات الَّتى عَلمَكَهُن جِبْرِيلُ، قَالَ: قُولى: يَا أَوَّلَ الأوَّلِينَ، يَا آخِرَ الآخِرِينَ، وَيَا ذَا القُوةِ المَتِينِ، وَيَا رَاحِمَ المَسَاكِينِ، وَيَا أَرْحَمَ الراحِمِينَ.
فَانْصَرَفَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى عَلِىٍّ فَقَالَ: مَا وَرَاءَكِ؟ فَقَالَتْ: (ذهبت) من عندك إلى الدُّنيا وَأَتَيْتُكَ بِالآخِرَةِ، فَقَالَ: خَيْرُ أَيَّامِكِ، خَيْرُ أَيَّامِكِ".