"عَنْ أَبِى سَعَيدٍ الخُدْرِىِّ قالَ: سَأَلْتُ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ فَقُلتُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! أَيُّهمَا أَفْضَلُ؟ المَشْىُ خَلف الْجِنَازَةِ أَوْ أَمَامَها؟ فقَال: يَا أَبَا سَعِيدٍ! وَمِثْلُكَ
يسَألُ عَن هَذا؟ قَلتُ: وَمَنْ يَسَألُ عَنْ هذا إلَّا مِثْلِى؟ ! رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيانِ أَمَامَها، فَقَال: رَحِمَهُمَا الله وغَفَرَ لَهمَا، وَالله لقَدْ سَمِعْا كَما سَمِعْنَا، ولكِنَّهُما كَانَا سَهْلَيْنِ يُحِبَّانِ السُّهولَةَ، يَا أَبا سَعِيد! إذَا مَشَيْتَ خَلفَ أَخِيكَ المُسلِم فَأنْصِفْ، وَفَكِّر في نَفْسِكَ كَأَنَّكَ قَد صَرْتَ مِثْلَه، أَخوكَ كَان يُشَاحُّكَ عَلَى الدُّنْيا، خَرَجَ منِها حَزِينًا سَليبًا، لَيْسَ لَه إلَّا مَا تَزَوَّدَ مِن عَمَلٍ صَالحٍ، فإذا بلغت القبر فجلس الناس فلا تجلس ولكن قم على شفير قبره فَإِذَا دُلّىَ في قَبْرهِ فَقُلْ: باسم الله، وَفي سَبيلِ الله، وعلى مِلَّةِ رسولِ الله، اللَّهُمَّ عَبْدُك نَزَل بِكَ وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بهِ، خَلَّفَ الدُّنيَا خَلفَ ظَهْره، فاجْعَل مَا قَدِم عَلَيه خَيرًا مِمَّا خَلَّفَ، فإنَّك قُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} ثُمَّ أحْثُ عَليه ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ".