"عَنْ نَوفِ البكالى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِىَّ بن أَبِى طَالِبٍ خَرجَ فَنَظَرَ إِلَى النَّجُومِ فَقَالَ: يَا نَوفُ أَرَاقدٌ أنت أمْ رامق؟ قُلتُ: بل رامِقٌ يا أمِيرَ المؤمنين فقال يَا نَوفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِى الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فىِ الآخِرَةِ، أولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخذوا الأَرْضَ بِسَاطًا، وَتُرَابَها فِرَاشًا، وَمَاءها طِيبًا، والقُرْآنَ والدُّعَاءَ دِثَارًا وَشِعَارًا، فَرضوا الدُّنْيَا عَلَى مِنهْاجِ الْمِسيحِ، يَا نَوفُ: إنَّ الله أَوْحَى إِلىَ عِيسَى أَنْ مُر بَنِى إسْرَائِيلَ أن لَا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِى إلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، وأَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ، وأَيْدٍ نَقِيَّةٍ، وَإِنِّى لَا أَسْتَجِيبُ لأحَدٍ مِنْهُم مِنْ خلْقِى عِنْدهُ مَظْلَمَةٌ،
يَا نَوفُ! لَا تَكُنْ شَاعِرًا وَلَا عَرِّيفًا، وَلَا شُرطِيّا، وَلَا جَابِيًا، وَلَا عَرَّافًا ، فَإِنَّ دَاوُدَ قَامَ فِى سَاعَةٍ فَقَالَ: إنَّهَا سَاعَةٌ لَا يَدْعُو عَبْدٌ إلَّا اسْتُجيبَ لَهُ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَرَّيفًا أوْ شُرْطِيّا، أوْ جابِيًا، أوْ عَشَّارًا، أَوْ صَاحِبَ عَرْطَية وهى الطَّنْبُورُ أو صَاحِبَ كوبَةٍ وَهُوَ الطَّبْلُ".