"عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ غَلَّابٍ قَالَ: قَدِمْتُ الكُوفَةَ وصَادفْتُ وَقْعَةَ الجَمَلِ فَسَمعْتُ قَومًا مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ يَقُولُونَ: أَلَا إِنَّ أَمِيرَ المؤمِنِينَ يَقْسِمُ فِينَا نِسَاءَهُمْ فَأَتَيْتُ الأَحْنَفَ فَقُلْتُ: يَا عَمُّ إِنِّى سَمِعْتُ كَذَا وَكَذَا فَقَال: امْضِ بِنَا إلَى أَمِيرِ المؤمِنين، فَدَخَلْنَا عَلَى عَلِىِّ بنِ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ: إنَّ ابْنَ أَخِى أخْبَرَنِى بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ: مَعَاذَ الله يَا أَحْنَفُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَالَ هَذَاَ؟ قَالَ عَمْرُو بن خالِدٍ، قَالَ ابنُ غَلَّابٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أشْهَدُ أَنِّى رَأَيْتُ أَبَاهُ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ الله ﷺ وَذَكَرَ الفِتَنَ، فَقَالَ: يا رسولَ الله: ادْعُ الله أنْ يَكْفِيَنِى الفِتَنَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفِهِ الفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ. وَقِيلَ فِى ذَلكَ:
كُفى فتنةَ الدنيا بِدَعْوَةِ أَحمد ... فَفَازَ بِها في النَّاس مَا نَالَهُ خُنْسرُ
ظَوَاهِرَهَا (*) وبَاطِنَهَا مَعًا ... فَصَحَّ لَهُ فِى أَمرِهِ السِّرُ وَالجَهْرُ
رَوَاهُ عَلِى المُرْتَضَى عَنْ مُحَمَّدٍ ... فَفِى مِثْلِ هَذَا قَدْ يَطيبُ بِه النَّشْرُ"