"عن أبى الطُّفَيْلِ عامرِ بنِ وَاثلةَ قال: شَهدْتُ عَليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَخْطُبُ فَقالَ فِى خُطبَتِهِ: سَلُونِي فَوَالله لاَ تَسْألُونِى عَنْ شَيء يَكُونُ إِلَى يَوْم القِيَامَة إلَّا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ سَلُونِى عَنْ كِتابِ الله فَوَالله مَا مِنْ آيَة إِلا أَنَا أَعْلَمُ أَبلَيْلٍ نَزَلَتْ أمْ بِنَهارٍ، أَمْ فِى سَهْلٍ أمْ فِى جَبَل، فَقَامَ إلَيْهِ ابْنُ الكوَّاءِ فَقَالَ يَا أَميرَ المُؤْمِنِينَ: ما الذَّاريات ذَرْوًا؟ فَقالَ: وَيْلَكَ سَلْ تَفقُّهًا وَلاَ تَسألْ تَعَنُّتًا، "والذَّارِيات ذَرْوًا": الرِّياحُ. "فَالحَامِلاَتِ وِقْرًا. السَّحَابُ، "فَالجَارِيات يُسْرًا": السُّفُنُ، "فَالمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا": المَلاَئكَةُ، قَالَ: فَما السَّوادُ الذى فِى القَمَر؟ فَقاَلَ أعْمَى يَسْألُ عَنْ عَمْيَاءَ قَالَ الله تَعَالَى: "وجَعَلنَا اللَّيْلَ والنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحوْنَا آيَةَ اللَّيلِ وَجَعَلنَا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً" فَمَحْوُ آيَةِ اللَّيلِ السَّوادُ الّذي فِى القَمَرِ، قَالَ: فَما كَانَ ذُو القَرْنَينِ أَنبِيًّا أَمْ مَلِكًا؟ قالَ: لَمْ يَكُنْ وَاحِدًا مِنْهُما، كَانَ عَبْدًا لله أحَبَّ الله وَأَحَبَّهُ الله، وَناصَحَ الله فَنَصَحَهُ الله، بَعَثَه الله إِلَى قَوْمٍ يَدْعُوهُمْ إلىَ الهُدَى فَضَرَبوه عَلَى قَرْنِهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ مَكَث مَا شَاءَ الله، ثُمَّ بعثَهُ الله إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إلَى الهُدَى فَضَربُوه عَلَى قَرْنِهِ الأيْسَرِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ قَرْنَانِ كقَرْنَي الثَّوْرِ، قالَ: فَما هَذِه القَوْسُ ؟ قالَ هِىَ عَلاَمَةٌ كَانَتْ بَيْنَ نُوحٍ وَبَيْنَ ربِّه، وَهِى أَمَانٌ مِن الغَرَقِ قالَ: فَما البَيْتُ المَعْمورُ؟ قالَ: بَيْتٌ فَوْقَ سَبعْ سَمواتٍ تَحتَ العَرْشِ يُقَالُ لَهُ: الصُّراحُ يَدْخُلُهُ كُل يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلكٍ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ إِلَى يَوْم القِيَامَةِ قَالَ: فَمَنِ الَّذِينَ بَدَّلوا نِعْمَةَ الله كُفْرًا؟ قَالَ هُمُ الأفْجَرَانِ مِنْ قُريْشٍ قد كُفِيتُموهمْ يَومَ بَدر، قَالَ: فَمَن الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحيَاةِ الدُّنْيا وَهُمْ يحسبون أنهم يحسنونَ صنعًا؟ قَالَ: قَدْ كَان أهْلُ حَرُوراءَ مِنْهُمْ".
Add your own reflection below:
Sign in from the top menu to add or reply to reflections.