"عَنْ عبد الله بن عمر قال: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَمَرَ بِالشُّورَى دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَتِ إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السَّتَّةَ لَيْسُوا بِرِضًى، فَقَالَ: أَسْنِدُونِى فَأسْنَدُوهُ، فَقَالَ: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى عَلىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: يَا عِلِىُّ يَدُكَ فِى يَدى تَدْخُلُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ: يَوْمَ يَمُوتُ عثمَانُ تُصَلَّى عَليْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ لِعُثمَانَ خَاصَّةً، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ؟ سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقولُ لَيْلَةً وَقَد سَقَطَ رَحْلُهُ: مَنْ يُسَوَّى لِى رَحْلِى وَهُوَ فِى الجَنَّةِ؟ فَبَدَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ فسَوَّاهُ لَهُ حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ ﷺ يَا طَلْحَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِى أَهْوَالِ يَوْمٍ القِيَامَةِ
حَتَّى أُنَجِّيكَ مِنْهَا، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؟ رَأَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ وَقَدْ نَامَ فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ يَذُبُّ عَن وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أبَا عَبْدِ اللهِ لَمْ تَزَلْ؟ قَالَ: لَمْ أَزَلْ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى أَذُبَّ عَنْ وَجْهِكَ شَرَرَ جَهْنَّمَ، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ يَوْمَ بَدْر وَقَدْ أوْتَرَ قَوْسَهُ أرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْم فِدَاكَ أَبِى وَأُمِّى، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ رَأَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ فِى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَبْكِيَانِ جُوعًا وَيَتَضَوَّرَانِ، فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ مَنْ يَصِلُنَا بِشَىْءٍ؟ فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف بِصَحْفَةٍ فِيهَا حَيسٌ وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالَةٌ، فَقَال النَّبىُّ ﷺ كفَاكَ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأنَا لهَا ضَامِنٌ".